| مقـالات
«كلها أيام وليالي وتنسى النوم يا غالي»
التوقيع «الدوام»
تبادلت أجهزة الجوال هذه الرسالة قبل أيام من الآن.. واعتبرها من ضمن التعبئة النفسية التي عمدت لها المعلمات والموظفات للاستعداد لمواجهة النقلة الكبيرة من الاجازة بنومها واسترخائها وتبدل جدولها ورحلاتها وحريتها الى حيث وقت الدوام وبيان الحضور والانصراف..
والرسالة التي تناقلتها الموظفات الآيبات إلى أعمالهن بعد يومين من الآن.. تعطي دلالات معينة..
فهل ننام فقط في الاجازات..
إنني أعرف موظفات ينمن في أماكن أعمالهن أكثر مما ينمن في بيوتهن خاصة في هذه الفترة التي تعتبرها كثير من العائدات امتداداً للاجازة ونوم الضحى..
وغيرهن على استعداد للنوم حتى بعد مرور أشهر على آخر اجازة تمتعن بها..
وترى بعض الموظفات انه لا غضاضة في النوم والتمدد خلف المكاتب فهن نساء والنساء لهن ظروفهن الخاصة فمن حمل أو سهر على أطفال حتى ساعات الفجر..
بل ان بعضهن يطالبن بوضع أماكن خاصة للنوم داخل مكاتب العمل في ردهن على من يرى أن «تسدح» الموظفات في المكاتب يشوه المكان ويوحي بنوع من التخلف «الحريمي» والكسل النسواني. وترد أخريات عليهن.. كيف يضعون لنا غرفا للاستراحة والتسدح وهم لم يوفروا لنا غرف شرحة وشبابيكها واسعة حتى على الأقل يحلى النوم فيها ولا نحتاج عندها لاستراحات أو غيرها.. وليست النساء بذلك متفردات. فرجال كثيرون يستعذبون النوم في مكاتبهم.. ويكفي الرجل أن «يدق» اللطمة ويمد الرجلين على المكتب حتى يتعالى «شخيره» الذي يتردد في الممرات المجاورة.
والعذر عند المواجهة «والم وجاهز» كثر خيرنا نداوم في هالحر.. الناس برا في لندن وباريس وحنا في ذا الحر قاعدين.. وش فيها نسهر في الليل براد وتلفزيون والنهار نوم وخمدة.. طقينا التوقيع الساعة «8» وش يبون بعد.. ولا فيه مراجعين ولا يحزنون.. كل طاير بها الجو.. وهالطائرات تصطفق في السماء.. شرق وغرب..
ومتكاثرين علينا نومة في مكتب في نهار درجة حرارته حول الخمسين!!
** لو وثقت رسائل الجوال من قبل شركة الاتصالات لتعرفنا من خلالها على تفكيرنا الاجتماعي ومؤشراته السلبية والايجابية وليتها تفعل لكي تحاصر السلبي وتردعه خاصة ما يتعلق بالسلوكيات والأخلاق.. ليتها تفعل!!
fatma alataibi@ayna.com
ص. ب 26695
الرياض 11396
|
|
|
|
|