| مقـالات
كان صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز «رحمه الله» أباً وموجها وكان داعما للمشاريع الخيرية التي باشرها بنفسه فكان رحمه الله لا يرد طلبا أبدا مهما بلغت الظروف وكان من آخر هذه المشاريع المباركة الذي كان هو الأساس في دعمه مركز الإمام ابن باز الصيفي في ثانوية حائل ويصدق أن أسميه مركز الإمام والأمير إذ كان له أكبر الأثر في مسيرة المركز هذا العام.
فعندما كلفت بإدارة المركز كان السبب في قبولي له ما أعرفه عن أمير الخير من تأييد ومساندة ودعم وتوجيه فقمت بالاتصال بسموه فور تكليفي فإذا به يقول لي قبل أن اسأله: «حنا ندعمكم ونعينكم» فكلف المسؤول في مكتبه بذلك حتى أنه لم يمض وقت طويل بعد هذه المكالمة إلا وهذا المسؤول من قصره رحمه الله يبلغني بأن سمو الأمير قد تبرع بالمبلغ المطلوب فإذا بهذا المبلغ يكون سبباً في بداية العمل ونهايته وكان داعماً لمسيرة المركز المباركة الذي استفاد منه ما يزيد على ستمائة طالب وتم توزيع جوائز تشجيعية لحفظ كتاب الله تعالى وكذلك جوائز لحفظ السنة وللمسابقات والرحلات وأعمال المساجد الثقافية وإقامة المحاضرات العلمية وغيرها الكثير.
وكنا يوم الاربعاء 4/5/1422ه قد جهزنا درعاً لتكريم سموه ووسام الدعاء والثناء له وأخبرت والدي بأن يحضر الحفل ليتسلم درع الأمير «رحمه الله» فإذا بي في صبيحة ذلك اليوم أسمع خبر وفاته من والدي يخالطه نشيج البكاء.
وكانت كلمتي عن ختام المركز تدور حول الراحل «رحمه الله » وما قدم لنا من دعم سخي كان سبباً في نجاح فعاليات المركز وفي هذا اليوم كنا نعد التكريم له ولكن قدر الله وما شاء فعل، واسأل الله أن يكرمه في منازل الآخرة كما كرم حفظة كتابه في الدنيا، كان الخبر كالصاعقة على قلوب الحاضرين الذين علموا بدعمه لنا. ولكن أملنا باللّه كبير وإذا أراد اللّه بعبده خيرا يسر له العمل الصالح ثم قبضه عليه.
وهنا أرفع أكف الضراعة للّه أن يغفر له وأن يوسع مدخله وأن يكرمه في المنازل العلا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مدير مركز الإمام ابن باز بحائل
|
|
|
|
|