| مقـالات
على خلاف ما يظن البعض فلسنا في عصر تتصارع فيه أفكار وقيم ومبادئ أخلاقية ومثل عالية مجردة.. بل إننا في عصر تتصارع فيه قوى مادية وأموال وصراعها هو ما يحدد الكثير في حياة الناس ومستقبلهم.
هذا عصر مادي تتلاطم فيه أمواج الأموال مثل تلاطم أمواج البحر الهائج مضطربة ذات اليمين وذات الشمال.
لسنا في عصر تطرح فيه فكرة أيديلوجية مثالية لتشرئب الأعناق ويتقاتل الناس من أجل تنفيذها وتحقيقها ويتقدمون لها قرابين، بل صار المال يركب مراكب البث الجماهيري ليوجهها كما يريد.
في القديم اختفت الأموال والمصالح الخاصة خلف المبادئ وحركتها من خلف الستار، وفي كثير من الأحيان كان المال أحيانا يسب نفسه سبا مقذعا على لسان المبادئ، مع أنه متسيد الصراع والفاعل في الخفاء.
الأحوال الآن تغيّرت وكشف المال «المادة» عن وجهه لأن عالم اليوم لا تصلح فيه الأقنعة ثم تقدم للساحة مصارعا بنفسه لا خلف القيم والأخلاق والخيالات والوعود الوردية كما كان الحال في القديم.
صارت المصالح تحرك كل شيء وتركت المبادئ مكانها المثالي لتنكب خانعة للمال بعدما اكتشف أصحابها أنهم تابعون لأهل المال.
الواقع يقول إن المال اليوم يجاهد ويقاتل بدل أصحابه والهزائم الحقيقية هي هزائم المادة التي تنهي القوة لأي قوي.
هل هذا كلام مؤلم لك .. نعم هو مؤلم لكثيرين ممن لم يفيقوا بعد من ذهول أيديلوجي الأربعينات والخمسينات ولكنه الحق الذي تأخر كثيرون في معرفته.
|
|
|
|
|