|
| عزيزتـي الجزيرة
عندما سمعنا بخبر إنشاء أول قرية نسائية في الوطن العربي على أرض مدينة سكاكا الجوف، فرحنا بالفكرة، وأخذ صداها يتردد بين الناس ولا أبالغ إن قلت بأنها "حديث المجالس" خصوصا الرجالية حتى الآن، ولم سمحتم لي، فإن قلمي سيناقش هذا الموضوع من جوانب متعددة:
ـ القرية ودون مجاملة تعتبر معلما جديدا يضاف لمنطقة الجوف سواء من حيث البناء والتصميم، أو من حيث الفكرة الوليدة في الوطن العربي.
ـ القرية وكما هو مخطط لها، ترضي طموح المرأة السعودية، وتعمل على رعايتها، وتعطيها الحرية في التسوق والنزهة، والاحتفال وغيرها.
ـ يتضح ومنذ البداية، إعطاءها الطابع المنضبط بحيث تم تخصيص مشرفات ومراقبات على درجة عالية من الدين والأخلاق والحرص على صيانة المرأة في أرض الجوف وغيرها.
ـ كثر الحديث عن سعر التذاكر الخاصة بالدخول وأشعر بأن الجميع قد تمنوا دخولا مجانيا ولا سيما وأن بعض العوائل معها عدد كبير من الأطفال، وكون جعلها مجانياً لا يعني انقطاع الربح "فبالداخل ما يعوض".
ـ كثيرون هم أولئك الذين تمنوا القرية عائلية بحيث لا يدخل الرجل إلا ومعه عائلته، وأعتقد أنه سيتم النظر في الفكرة، خصوصا أنها لا تتعارض مع مبدأ "القرية" وستساعد على راحة المرأة والرجل النفسية والاستمتاع بما فيها سويا وفي وقت واحد.
"ادرسوا الفكرة وبالاجماع هي أفضل من الوضع الحالي".
ـ وحتى لو لم تطبق الفكرة في الوقت الراهن، لا أرى هناك داعيا لتلك المخاوف والتحسبات من بعض الرجال، والوضع مطمئن لدرجة كبيرة جدا.
ـ لا يفوتني أن أذكر نقطة بالغة الأهمية وهي توظيف الكثير من بنات الجوف العاطلات عن العمل، وكذا بعض الشباب خارج أسوار القرية.. وهذا أمر بحاجة الى الشكر والثناء متوافقا مع خطة الدولة لتحقيق "السعودة" الشاملة.
ـ وهذا نداء الى أهل الجوف رجالاً ونساء، شباناً وفتيات، متعلمين ومثقفين.. إن هذه القرية لن ولن ولن تنجح إلا بتعاونكم وحرصكم على استمرارها بالشكل الذي يرضي طموحنا وطموح نسائنا.
فقط نريد أن نرتقي بمستوى العقل والتفكير، ونزرع طريقة التفكير السليم والتوافق والتعايش مع التطورات في نفوس أجيالنا القادمة.
نعم يا معشر الرجال والنساء.. لنخلص النيّة، ونعزم على الإصلاح، وصدّقوني لو واصل الجميع التعامل مع القرية وحاربوا كل وسيلة هدم لأفكارنا وقيمنا فسوف نحفظ نساءنا ونعمل على حفظ هوية المرأة بعيدا عن الاختلاط ومواطن الفتن والفساد.. وبالله عليكم أي الأمرين أحفظ وأزكى محل نسائي يبيع فيه رجل، ألم تبيع فيه امرأة تأخذ فيه زوجتك أو أختك راحتها دون خوف مما يسيء لأنوثتها.
فلنحكم العقل والمنطق، ونواكب تطورا حافظ على الشريعة الإسلامية وبشكل واضح.
ـ وحقيقة كم أستغرب وأنكر على بعض من خالفوا وعارضوا مراقبة النساء بداخل القرية.. وأقول لهؤلاء.. دعوا الأمر لأهله ومن لا تعجبه فكرة القرية، لا يحاول التأثير والتشكيك بعقول الناس "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله".
جميل فرحان يوسف العزارة
سكاكا ـ الجوف
|
|
|
|
|
