| عزيزتـي الجزيرة
لن اسمي الجامعة، التي يجب ان تحتوي على جميع الكليات العلمية، والنظرية بكامل الاقسام الرئيسية، والفرعية، والمراكز البحثية، المميزة، والتي تباشر حساباتها بالاتصال المباشر مع جهات الرقابة، والجهات ذات العلاقة المالية، والادارية، ويكون مقرها منطقة القصيم، التي لاتزال مفتقرة ومتعطشة للدوحة العلمية المتكاملة، لأنها المنطقة المحرومة، على الرغم من اهليتها للتاسعة العددية للجامعات القائمة حالياً.
هذه الجامعة المنتظرة التأهيل والتحديث، بجوانبها المالية والمعنوية، والمحتوية على الكثير من صنوف العلم، جديرة بها منطقة الحب والولاء والعطاء منطقة القصيم وما حولها، من اجل تأهيل وتخريج الأجيال المتزايدة في كل عام من شباب بلادنا الغالية، والمتعطشين الى مناهل العلوم العصرية والمميكنة.
إن أبناء هذا الجزء الكبير من بلادنا، من الممكن تخريجهم بالحق والحقيقة، من خلال دوحات العلم والمعرفة، بكامل التخصصات الاكاديمية، من داخل حصون جامعية، تكون اقرب لهم وافضل من تلك التي تستدعي ما نتعوذ منه "بفالق الحب والنوى" من وعثائه ذهابا وعودة؟! وهذا المطلب سهل ومتيسر لسببين، الأول: واجب دفع الضرر ورفع المعاناة، والسبب الثاني: حق تأهيل السواد المتنامي في القصيم وما حولها لظروف المعاش من جهة، ولعدم قدرة الابتعاد عن الولاة الاقربين الآباء والأعمام والإخوان وأفراد الأسر القائمين على الرعاية المباشرة لحداثة السنين العمرية بين الشباب المؤهلين للتعلم في الجامعات، المتوجب رعاية مصالحهم الدينية والدنيوية، يزاد على ذلك بعض الظروف الاجتماعية لذويهم. ومنطقة القصيم وما حولها، تحتاج الى التماثل مع المناطق الأخرى، لأنها المنطقة المأهولة بالسكان قديماً وحديثاً، معروفة بتاريخها، وبأهلها، بامتدادها، مقرها الاداري مدينة بريدة، وفيها العديد من المحافظات الكبيرة، يتبعها آفاق واسعة من المراكز، والقرى، والهجر، والأرياف، والبوادي، والتعداد السكاني تغلب فيه السن للشباب، نراهم بأم العين المجردة في مطلع كل عام جامعي مؤهلين تربويا فقط، يرشحون للعمل في كافة مناطق بلادنا ومحافظاتها، ومراكزها، وقراها، وهجرها، وأريافها، وحتى في البوادي. فلو فرضنا جدلاً وجود جامعة يتوفر لهم فيها صنوف العلم، مع العيش بجانب ذويهم، او ان لهم في المناطق الأخرى، جامعات ذات تعليم داخلي، وتكاليف مجانية للمغتربين فقط، لكان ذلك المجبول راحلاً مع ذويه اليها برغبة التأهيل المفضل، ولو صار هذا محلياً او مجانياً، مع الكفال لتغير الحال "مثلا وصورة" وحصل معه الوفرة المحتاج اليها من الاساتذة في الجامعات والمهندسين في المصانع والاطباء في المصحات والباحثين في المعامل والقائمة طويلة اتركها وعدها لاصحاب الشأن هكذا وفرة لاتقل عن الوفرة المتكاثرة في مخرجات العلوم النظرية، التي نمت وما زالت تنمو؟؟.. وعسى ان لاتكون من مبشرات او علامات بطالة مؤذية ومتآذية. نعود الى مطلب القصيم وما حولها للتعليم الجامعي والعالي معاً، في مختلف التخصصات العلمية، وبالشهادات العلمية المميزة.. المتساوية مع عالمية بلادنا ومبادئها، في الزمن الذي تتداعى به الأمم علينا باسم العولمة المتهافتة المستعجلة الى فتح الحدود الرصينة باهدافها المقصودة والمقصورة على الإنسان ومبادئه وأرضه، أو كما قيل "الشاطر يرفع يديه".. او رجليه؟!!.
وللتأكد من ان شباب هذه المنطقة، قادرون بإذنه تبارك وتعالى على خوض غمار العلم والمعرفة.. نشير هنا الى بداية التعليم النظامي في المملكة، حيث ان ابناء القصيم قد تتلمذوا على علمائهم ومشايخهم في مدن وقرى المنطقة، وكانت البداية في عام 1356ه، باكتفاء محلي، وبادارة واشراف المربي العلامة الشيخ عبدالله بن ابراهيم السليم رحمه الله الذي كلف بافتتاح وادارة اول مدرسة نظامية في العاصمة الرياض في عام 1366ه، بعد عقد من الزمن من بدايته بالقصيم، وكان ذلك بأمر سامٍ من امام الأمة، وباني مجدها، عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عفا الله عنه كما ان لابناء القصيم سهماً وافراً وشاملاً لمناحي الحياة والنهضة المباركة في بلادنا الغالية، وما ذلك الا بدافع شمولية الصحوة، بالعلم المبارك، تعليمياً، وقضائياً، وادارياً، واقتصادياً، وتجارياً، ودبلوماسياً، متكبدين الوعثاء في الشذر والمذر، وبالمنحدرات والمرتفعات من جبال السروات، وبسواحل التهامات، وبالحدود النائيات، وإنهم القادة بالجيش المظفر، والرؤساء بالأمن الوديع، وهم ابناء القصيم، وتلك الاسهامات من الآباء والاجداد في خوالي الايام، وقسوة عيشها، وفواجع أمنها.. هذا القصيم جدير بوصل الابناء وابناء الأبناء "بما يعز ويكتمل".. بالكامل غير المنقوص لأنه بتحقيق المطلوب، يتحقق مانصبو ونتطلع اليه بالقصيم وما حولها.
صالح بن عبدالعزيز السليم
بريدة
|
|
|
|
|