| القرية الالكترونية
* الجزيرة - مندوب الانترنت :
أوضحت دراسة سعودية حديثة عن استخدامات الإنترنت في مدينة الرياض أن 8.53%من متصفحي الشبكة يستخدمون الإنترنت لإرسال البريد الإلكتروني. وأن 5. 33%يستخدمون الشبكة لأجل الحديث إلكترونيا مع الآخرين Chat، كما أوضحت الدراسة أن ما نسبته 6. 15% يستخدمون الشبكة للبحث عن علاقات رومانسية، وخلصت نتائج الدراسة إلى أن ما نسبته 25% يستخدمون الشبكة بهدف الحصول على أخبار ومعلومات سياسية لا تتوفر محليا، كما أكدت أن الجامعيين أكثر ارتباطا بالشبكة من الفئات الأخرى. وبينت الدراسة التي نشرت على موقع الباب www.bab.com واوردتها المجلة الالكترونية على موقعها في الانترنت أن المستخدم السعودي يقضي على الإنترنت زمنا أطول مما يقضيه المستخدم البريطاني، والفرنسي، والألماني، وجاء في الدراسة التي أجراها الباحث السعودي خالد الفرم كأول رسالة ماجستير سعودية في هذا المجال بعنوان «شبكة الإنترنت وجمهورها في مدينة الرياض.. دراسة تطبيقية على ضوء نظرية الاستخدامات والإشباعات».. أن 2. 43% من المتصفحين يجدون صعوبات فنية تتعلق بالارتباط بالشبكة، فيما قال 1. 42% إن اللغة الإنجليزية تعد العائق الوحيد أمامهم بينما قال 8. 41% منهم إنهم يعتبرون أن التكلفة المالية المترتبة على استخدام الشبكة عائقا لهم في استخدامها.
والواقع كما يشير خالد الفرم أن تفاعل الشباب السعودي من الجنسين مع شبكة الإنترنت كان تفاعلا كبيرا جدا، خاصة الشباب ما بين «فئة 21 24»، فمن خلال الدراسة اتضح مدى تعطش المستخدم السعودي لتقنية الاتصال الحديثة وتعطشه بشكل كبير ربما يعود إلى رغبته في التعرف والتفاعل مع الآخرين، وأيضا لما تحويه الشبكة من تقنيات فنية متطورة، بمعنى أن الإنترنت أصبحت تجمع الخصائص التلفزيونية والإذاعية والصحفية في تقنية واحدة.
ويؤكد الفرم ذلك في بحثه فالتفاعل ملموس بشكل كبير ولاسيما أن العمود الفقري للمجتمع السعودي هم الشباب.
وتشكل هذه النسبة أي الشباب ما نسبته 80% من الشعب السعودي وفضلا عن أن المملكة العربية السعودية تعتبر سوقا إعلانيا وإعلاميا أي أنها سوق ضخم في كافة المجالات بسبب وجود القدرة الشرائية لدى المواطن السعودي والمقيم كشراء أجهزة الحاسب وملحقاته وكذلك التكلفة المترتبة على استخدام الإنترنت.. إلا أن ارتفاع تكلفة استخدام الإنترنت تظل أحد العوائق التي تحد من عملية نشر ثقافة الإنترنت وتعميم هذه الوسيلة بشكل كبير فعلى سبيل المثال كما يشير الفرم - فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى عربيا في الوصول للإنترنت وفي عدد مستخدمي الشبكة علما أن تعداد سكان الإمارات أقل بكثير من سكان المملكة العربية السعودية ولكن لأن دولة الإمارات وصلت إلى شبه مجانية الإنترنت فإن هذا بحد ذاته يعتبر عاملا مساعدا على الانتشار بشكل كبير جدا، ونفس المثال في إحدى الدول الأوروبية وهي إيطاليا التي كانت متأخرة بشكل كبير عن الانضمام للشبكة العنكبوتية حتى وصلت لمرحلة المجانية، وبالتالي تم تعميم هذه الشبكة فخليجيا الإمارات تحتل الأولى في الوصول وفي عدد المستخدمين، ويعتقد الباحث السعودي أنه في المستقبل فإن السياسة المتبعة ستساهم في تعميم هذه الوسيلة، وستأخذ المملكة العربية السعودية وضعها الطبيعي بما يناسب حجمها السكاني والاقتصادي، وأيضا لارتفاع نسبة الشباب في المجتمع السعودي.
ويرى خالد الفرم أن الانبهار في استقبال هذه الوسيلة أمر طبيعي وأن جمهور الإنترنت الآن في مرحلة الترشيد حيث بدأ في استخدامه بأسلوب عقلاني وعملي وعلمي، ويؤكد أنه لن يكون هناك أي تراجع كبير ولن تهمل شبكة الإنترنت إطلاقا لأنها وسيلة اتصالية جامعة لذا يعتقد أنه سيتعزز وضع الإنترنت بشكل كبير جدا في القريب العاجل، ويشير الباحث إلى أن الشباب العربي وجد ضالته في الإنترنت باعتبارها مجالا للتثقيف والترفيه في آن واحد لكن للأسف - كما يقول - نظرا لحداثة هذه الأداة فقد استغل فيها الجانب الترفيهي البحت أي أنها لم تستغل بشكل كبير معرفيا أوتجاريا بل احتلت الإشباعات العاطفية والاجتماعية نسبة كبيرة جدا من الإشباعات التي يبحث عنها مستخدم الإنترنت مشيرا إلى أن هناك أيضا إشباعات معرفية للمستخدمين الذين نجد أن نسبة أكثر من 50% منهم يستخدمون الإنترنت للبريدالإلكتروني، وحوالي ثلث المستخدمين يستخدمون الشبكة لما يسمى بالشات أو المحادثة الإلكترونية فالمجتمع السعودي مجتمع محافظ ومتمسك بتقاليده الإسلامية والعربية فالإنترنت تعتبر ملجأ كبيراً للعلاقات الاجتماعية والعاطفية والتعرف على الآخرين.
وأما الإشباعات المعرفية واستثمار الشبكة كقناة معلوماتية اتصالية ضخمة فلم تأخذ مكانها الصحيح بين المستخدمين ربما لأن هذا يعود إلى عدم وجود حملات إعلامية ترغب في دخول أو استخدام هذه الوسيلة وكذلك عدم توفر حملات إعلامية واكبت دخولها موجهة للمستخدمين والأسر والمدارس تبين محتويات هذه الشبكةوإمكاناتها.
المرأة والإنترنت
وعن استخدام المرأة السعودية للإنترنت يؤكد خالد الفرم أن المرأة كانت حاضرة بشكل جيد في استخدامها لشبكة الإنترنت لكن مقارنة بالرجل يبقى إقبالها منخفضاً بشكل كبير جداً نظرا لمحدودية الأماكن النسائية التي توجد بها خدمة الإنترنت ومؤكدا أن انخفاض نسبة مشاركة المرأة مع الرجل موجود في كثير من المجتمعات (بما فيها المجتمعات الغربية) ومشاركة النساء في مجالات الحياة العلمية والعملية، فهناك التعليم عن بعد، والعمل عن بعد، فكان بالإمكان استثمار الإنترنت في القطاع الخاص وفي المؤسسات الحكومية والتعليمية للتفاعل مع المرأة السعودية بشكل عام، وعملها في كافة المجالات، وألا تقتصر استخدامات المرأة السعودية على الاستخدامات الشخصية، وإنما تكون هناك أسس ومنهجية لدى المؤسسات التعليمية والجامعات والقطاع الخاص في التعامل مع المرأة من خلال شبكة الإنترنت
وعن سلبيات وإيجابيات الإنترنت على المجتمع منذ دخوله إلى الآن يؤكد الباحث السعودي أن لكل وسيلة إيجابياتها وسلبياتها فالإنترنت لها إيجابيات كبيرة جدا في مجال التجارة الإلكترونية، والتعليم، وفي المجال الإعلامي، والثقافي، والاتصال، فهي عالم غير محدود، وهناك أيضا سلبيات بلا شك، ومنها استخدام الإنترنت في مجال ترفيهي بحت، واستخدامه بحثا عن مواقع ممنوعة سياسيا أو دينيا أو أخلاقيا، وهذا في الواقع هدر كبير لطاقات الشباب، وهدر كبير للاقتصاد الوطني، ومن السلبيات أيضا، إدمان الإنترنت. فهناك أشخاص مدمنون، وللأسف إن الإدمان يتعلق بالمناحي الترفيهية، أو الانبهار (خاصة لصغار السن).
وعن آلية الحجب الموجودة حاليا في المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى، هل تعتبر الحل الأمثل لتفادي المشكلات المتعلقة بالوصول للمواقع الممنوعة أم القول بأن استخدام أسلوب التوعية والتوجيه أضمن وأفضل، يحذرخالد الفرم من العبث وهدر الطاقات البشرية والفنية في ملاحقة التطورات في عملية التقنية، فمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية رغم الجهود الجبارة التي تقوم بها، فهناك اعتراف من القائمين عليها بأنه من الصعوبة بمكان حجب كافة المواقع، فالآن بإمكان أي شخص زيارة أي من المواقع التي تصنف عرفيا واجتماعيا بأنها ممنوعة، لكن يصعب على المدينة (التي تحولت إلى أكبر مؤسسة في العالم للحجب والمراقبة) مراقبة جميع هذه الأشياء، وهذا الأمر أدى إلى خروج سوق سوداء بمعنى أنه بإمكان أي شخص (مع انخفاض تكلفة الاتصال الدولي) الاشتراك عن طريق إحدى الدول المجاورة أو الوصول للإنترنت باستخدام طبق فضائي لاستقبال الإنترنت فضائيا دون المرور على مدينة الملك عبد العزيز.
فبالتالي أعتقد أن التحصين الذاتي للجمهور وتوعيته وتوعية البيئة الإنترنتيةوأقصد بها الأسرة والمستخدم، والمدرسة، ربما أجدى من عملية المراقبة، وعن هيمنة الإنترنت وإلغائها لبعض الخدمات الاتصالية والإعلامية في المستقبل يشير الفرم إلى أن الدراسة أثبتت أن الإنترنت أثر على الصحافة، بمعنى أنها قلصت من الزمن المخصص لقراءة الصحف لدى المستخدمين، ولكنها لم تؤثر على مستخدمي التلفاز ومستمعي الإذاعة، فتقليص الوقت كان على حساب الصحف، والدراسة بينت أن 30% من المستخدمين يتصفحون الصحف الإلكترونية على الشبكة، ويضيف أنا لا أعتقد أن الإنترنت ستلغي التلفاز أو الصحافة أو الإذاعة رغم أنها تتيح لك متابعة الكل، فالتلفزيون عندما ظهر لم يلغ الوسائل السابقة لذا أعتقد أن العملية ستكون عملية تكاملية وسنجد أنفسنا بعد عدد محدود جدا من السنوات أنه يمكننا استقبال الإنترنت والإذاعة عبر جهاز التلفاز.
وعن ظاهرة ارتياد مقاهي الإنترنت كبديل أقل وطأة فالحقيقة كما يقول - إن ارتياد المقاهي أكثر فائدة وأكثر جدوى من تضييع الوقت في مشاهدة المحطات الفضائية أو الحديث مع الآخرين، والتعود على ارتياد المقاهي له سلبيات محدودة وإيجابياته كبيرة ثقافيا ومعلوماتيا واتصاليا، وأتمنى ألا يؤخذ دائما الجانب السلبي في كل وسيلة للتأثير على الجانب الإيجابي في تلك الوسيلة، فالفيديو مثلا بإمكان الشخص أن يطلع فيه على السيئ والمقبول وكذلك الفضائيات.
وعن الإشاعات والأخبار المغلوطة والمكذوبة السائدة في كثير من المنتديات يؤكد الفرم أنها ظاهرة ليست غريبة على العالم العربي وليست غريبة أيضا على وسائل الإعلام بأنواعها، وفي الغالب لا نكاد نجدها إلا في المنتديات الموجودة على الإنترنت وهذا الأمر في الواقع ليست هناك طريقة فعالة لضبطه إلا من خلال الحملات التوعوية وأيضا الوعي الثقافي والذهني لدى المستخدمين.
|
|
|
|
|