| الثقافية
(1)
الدومينو
كانوا أربعة تحلَّقوا حول طاولة في مقهى عتيق، الحزن يجوس في وجوههم، وعيونهم أطفأها الوجع، أيديهم تحرك مكعبات الدومينو بقلق ظاهر، الأول طلب شاياً ثم نكس رأسه دون أن يخاطب النادل،
الثاني صاح أعطني أرجيلة.
النادل فرك أصابعه إشارة للحساب.
رد بخنوع (على النوتة).
الثالث التحف الصمت.
دلف المقهى رجلٌ اسمر وراح يلهث، كلماته كانت متعثرة أستجمع قواه، قال: بصعوبة بالغة: ألم تدروا ارتفع سعر البنزين.
أكثرهم حزناً صفق بمكعب الدومينو على الطاولة بعنف وصرخ: العب جهار.
(2)
ديدنهم الظمأ
تسربوا من مراقدهم فرادا، تحلّقوا حول خيامهم برهةً، وامتطوا ظهور جمالهم، طوّحت بهم الدروب هرباً من الظمأ، عيونهم كانت مصابيح الدجى، وأجسادهم ناحلة كأعواد الخيزران، في رحيلهم رافقتهم النجوم، طال بهم السرى، وملّهم التعب، وجفت حناجرهم من الحداء، تيقنوا أن رمال البيد قرضت خفاف دوابهم، وأن الماء مثل طيف توارى أوجعهم اليقين، كان الظمأ استبد بالجمال فعبأت الليل برغائها، فأناخوا، وتقاطروا إلى الشرق، تشابكت أيديهم، دثروا أقدامهم بالرقص، واثخنوا الليل بالغناء.
|
|
|
|
|