| الثقافية
تائه هو.. يبحث عن ملجأ..
يغمض عينيه سعيداً بتمدده بين جفون الأيام..
يحس بقشعريرة تعبر أجزاء جسده..
تركله الأيام..
يتدحرج من الجفن الى القدم..
يشتد أزيز الحجارة في أذنيه..
اذاً هو يعامل بلغة الأقدام..
حروفه حجارة.. وآهاته براكين مشتعلة.. يصيب أحد الحجارة جاره.. يظنه هو المتسبب.. الا تكفي تباريح الأرض لإنضاج روحه بنار الهموم.. ليضيف عليها هذا الجار الطائش تهمة الخيانة.. يسقط حجر آخر.. وثالث.. يتضح أن هناك مصدراً آخر لتساقط الحجارة..
يبحث مع صاحبه عن الخائن.. ترى من يكون؟ إن لم يكن هو..؟
أتكون قادمة من منزل العم محمود..؟؟
لا.. فهو رجل طيب.. ولكن لديه عدد من الأشقياء..
تتكاثر الحجارة ويشتد أزيزها..يبدأ أصحاب الحوانيت بإغلاق حوانيتهم.. يتعالى صياح النساء.. وبكاء الصبية يتساءل الجميع عن مصدر تلك الحجارة..؟
ومن يا ترى صاحب المصلحة في تدمير الحارة وإخلاء أهلها؟؟
تزداد كمية الحجارة وتكبر أحجامها..
يدب الخوف في القلوب.. يسيطر حب الذات على الجميع.. يبدأ كل فرد من أبناء الحارة يبحث عن مأمن له ومن يعول.. إلى أين يتجهون في ظل هذا المطر الصخري الذي أخذ ينهمر من كل اتجاه..؟؟
صرخ أحدهم..
«ذات يوم شهدت الحارة المجاورة مثل هذا الاجتياح الصخري فنصح حكيمها بإغلاق منافذها لمنع الحجارة من التسكع عبر طرقاتها وإرهاب ساكينها».
اتهمه آخر بعدم الفهم ونصح الجميع بالانزواء في أركان منازلهم وخلف أبوابها الحديدية وليتركوا الطرقات للحجارة تتسكع فيها كيفما تشاء..
أخذ البعض في الانكفاء الى الداخل.. أخذت اعداد الناس تقل في أرجاء الحارة.. لم يبق في الميدان إلا هو.. أخذ يتساءل ببكاء مفجع: لو كنت لا أزال ممدداً بين جفن الأيام هل سأسمع أزيز حجارتها..
|
|
|
|
|