الشعر للنفس العليلة ماؤها
هو في الحياة دواؤها أوداؤها
الشعر بحرٌ في الخيال عميقة
أفكاره متلاطمٌ أمواجها
هو كالرحيق أخذته من كل زهرٍ
واصطفيت من الزهور صفاءها
الشعر حكمة شاعرٍ نطقت بها
آهاتُ قلبٍ عذّبت من قالها
والشاعر المسكين يشدو منشداً
سر الحياة وقد كوته بنارها
بين الأنام غريب قومٍ وحده
آماله ما وافقت آمالها
يانفس قومي للحياة وردّدي
ماللحياة تغيّرت أحوالها
مُهجُ المعاني والمروءةِ والندّى؟
صرْعى وكلُّ منافقٍ يُدعى بها
إنَّ النفوسَ على الحياة تكالبت
عد وجمعٌ همّها أموالها
والكل يلهثُ للحضارة مبدياً
سيف الهوان يُسلُّ من جَنَباتها
أين القناعة ما رأيت قناعةً
إلاّ قليلاً عند بعض رجالها
أيا أُخَيَّ دع الشَّراهة جانباً
وخذ المآثر واتّصف بخصالها
واقرأ تجد سِيَر الرِّجال معالماً
كَبُرتْ نفوسٌ فاستقامت حالها
إنَّ السَّعادة لاتكون بمظهرٍ
براق أو في ثروةٍ نسعى لها
بَلِ السعادة في التَّمسُّك بالتُّقى
كُتِبت على كلّ الورى أعمالُها
إن الأديب له الحياة مغانمٌ
لا غافلاً عنها ولا يشْقَى لها