| مقـالات
عندما تم احتلال فلسطين بالكامل عام 1967م من قبل الكيان الصهيوني لم يدر في خلد مواطن عربي واحد أنه سيتم التسليم بهذا الواقع المرير والمؤسف على نحو ما نراه اليوم في مواقف الدول العربية والإسلامية.
كانت الدول العربية تدرك أن الأمة العربية لا يمكن أن تشعر بالأمن أو الاستقرار دون عودة الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس في مقدمة هذه الأراضي.
إن الأمة العربية عندما تشعر أن كرامتها مجروحة بل مهدرة عندما تجد أن القدس والحرم القدسي الشريف يئن تحت وطأة احتلال شذاذ القوم.
وجاءت حرب 1973م لتُشعر الصهاينة أن استمرار احتلالهم لفلسطين والأراضي العربية الأخرى من المحال أن يكون عنوانهم وموضوعهم، وينعموا بالبقاء والأمن والاستقرار في آن واحد مهما كانت القوى الداعمة لهم وأمريكا هي التي تتقدم هذه القوى وتقودها.
في ظل هذه المناخات والتطورات غير الصحية قامت إسرائيل بحرق المسجد الأقصى على يد أحد من تسميهم بالمتطرفين وهو حالياً ينعم بالحياة والاستقرار في تل أبيب كبطل قومي وكان من نتائج هذا الفعل الشنيع أن تداعت الشعوب العربية والإسلامية يقودها الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله، وشكلت منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة كمقر مؤقت لينقل إلى القدس بعد تحريرها إن شاء الله.
وهنا تبرز أهمية القدس بالنسبة للعالم العربي والإسلامي، ثم دخل متطرف آخر، يعيش حالياً مستقر البال في إسرائيل، إلى المسجد الأقصى وقتل العشرات من المؤمنين الفلسطينيين وهم يؤدون الصلاة ثم كان الجرم الصهيوني الآخر بدخول مجرم الحرب الصهيوني شارون ساحة الأقصى الذي أدى بهذا الفعل الإجرامي إلى اشتعال انتفاضة الأقصى.
وفي صباح الأحد الماضي 29 يوليو 2001م قام ما يسمون أمناء الهيكل (المكذوب) بمحاولة وضع حجر الأساس له، ليحل محل المسجد الأقصى، فيما لو نجحت المخططات الصهيونية، وكان أن تصدى لها المقدسيون الذين رابطوا داخل المسجد الأقصى مما دفع بسلطات الكيان الصهيوني إلى سرعة إزالة هذه المراسم المصنوعة لسبر ردة فعل أهلنا في فلسطين والقدس المحتلة، وجاءت ردة الفعل مرعبة للكيان الصهيوني مهما حاول التضليل لإخفائه.
الصهاينة منذ قيام الكيان الصهيوني واحتلاله للقدس في عام 1967م وهو يعمل على تهويدها، وتضييع هويتها المقدسية، بالتهجير قسراً لأهلها أو محاولة إذابتهم في الكيان الصهيوني كمواطنين من الدرجة العاشرة وممارسة أساليب التمييز العنصري معهم، كما عمد الصهاينة عبر احتلالهم لفلسطين والمدينة المقدسة بتطويق القدس بالمستعمرات الصهيونية ومحاولة توسيع المدينة بإضافة أحياء جديدة تكتظ بالصهاينة ليكون أهلنا المقدسيون أقلية.
فكل ما تتخذه إسرائيل في فلسطين المحتلة والقدس على وجه الخصوص يتعارض مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن التي تحول الولايات المتحدة الأمريكية بين المجتمع الدولي وتنفيذ هذه القرارات ولعل اطمئنان الكيان الصهيوني إلى أن أمريكا معه في مواجهة العرب والمسلمين، هو الذي جعل إسرائيل تستمر في هذه السياسات العنصرية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني والقدس وأهلها المقدسيين.
عبر عدة محاور سياسية أمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.
وقد تمثل ذلك بتشجيع الهجرة اليهودية قبل عام 1948م إلى فلسطين ورعاية الهجرات الأخرى من كل أصقاع العالم إلى فلسطين وكان أهمها هو دفع الاتحاد السوفيتي (روسيا) حالياً إلى السماح لليهود الروس بالهجرة لفلسطين والصفقات الأخرى التي رعتها أمريكا ومن ذلك تمرير هجرة يهود الفلاشا وغيرهم من أفريقيا.
ثم الوقوف ضد قرارات مجلس الأمن عندما تتجه نحو اتخاذ قرارات شرعية وقانونية لصالح الشعب الفلسطيني ولعل قرار الكونغرس الأمريكي رقم 10445 في شهر اكتوبر من عام 1995م الذي أقر وطالب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة وما أعقبه من قرارات، يكشف عن وجه السياسة الأمريكية المنحازة وغير العادلة لصالح الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وأخيراً لا أخرا هو موقف أمريكا من (قرار ميتشل) الذي طالب بوقف الاستيطان والعودة للمفاوضات لإقرار الشرعية الدولية، ثم الموقف الأمريكي من قرار الثماني دول في جنوة بإيطاليا الذي طالب بوجود مراقبين دوليين لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل من الذبح الصهيوني. ومحاولة أمريكا وإسرائيل إفراغ القرار من مضمونه باستبدال المراقبين الدوليين بعملاء المخابرات الأمريكية.
|
|
|
|
|