| عزيزتـي الجزيرة
سبق وأن وعدتكم ووعدت القراء الكرام ان أتطرق الى موضوعات جديرة بالطرح عن«أسرة السلمان في عنيزة» ولقد سبقني الشيخ محمد بن عثمان القاضي أمين المكتبة الصالحية وامام مسجد أم ضمار في عنيزة، وذلك في احد اعداد الجزيرة وتحدث عن هذه الاسرة بما ارى ان يحمل الكفاية والوفاء فجزاه الله عنا وعن القراء خيراً،
الا انني سوف اتطرق الى شخصية تربوية فذة في هذه الاسرة الا وهو الاستاذ/ عبدالله بن سليمان السلمان، وسوف اعيدكم الى أواسط الثمانينيات الهجرية حيث كان الاستاذ عبدالله يعمل في المدرسة السعودية في عنيزة والواقعة في حي الشريمية، وكانت هذه المدرسة عبارة عن مبنى طيني الا انها ذات تصميم مدرسي مرتب على نظام الدور الواحد، ، فعند دخولك البوابة الرئيسية تجد صفاً من الغرف الى يمينك وصفاََّ آخر أمامك، ويتوزع الاخير الى جزءين وفي الوسط ممر واسع مسقوف يفضي الى صفوف اخرى على نفس النمط وأفنية، ، وكانت الادارة وغرف المعلمين وغرف النشاط الى يمين الداخل بينما الصفوف في الداخل، واثناء مرورك من الشارع الذي تقع عليه المدرسة والذي لا يتجاوز«8» أمتار او حينما تدخل المدرسة من البوابة الرئيسية سوف تجد شيئاً لا معاً انها الصيدلية التي أعدها الشيخ/ أحمد بن عمر الحركان احد منسوبي المدرسة ويتوفر بها قارورة وضع بها قليل من الملح مع كمية مخفَّفة من الماء، وذلك كعلاج اسعافي سريع لمن يتعرضون لضربات في العيون اثناء اللعب من الطلاب،
نعود الى استاذنا عبدالله السلمان ونعود الى الثمانينيات الهجرية حيث إن المعلم في ذلك الوقت لم يكن يتجاوز راتبه خمس ورقات حمر من نقود ذلك الوقت او لنقل ورقة زرقاء واحدة، أتدرون مالذي كان يفعله؟
كان يشجع المتميزين في مادته من طلابه، يعطي الأول 15 ريالاً ويعطي الثاني 10 ريالات ويعطي الثالث 5 ريالات، فإذا كان يشرف على ستة فصول على الأقل لأن المدارس في ذلك الوقت كان بها كثافة طلابية بسبب الاتساع الرأسي للمدينة، فإنه والحالة هذه سوف يصرف مامقداره 180 ريال شهرياًّ اي ما يمثل 36% من راتبه الذي يتقاضاه،
ليس هذا فحسب بل انك تسمع تنافساً بين المعلمين وهو أحدهم أيهم سيأتي بالطلاب وقت العصر لإعطائهم دروساً إضافيّة؟
اليس ذلك النوع من المعلمين هم الذين يستحقون التقدير والاشارة اليهم في الصحافة واعطائهم الأوسمة التي يستحقونها، ؟
ثم نراه ينتقل الى عطاء آخر ويمارس الأستاذ عبدالله السلمان الأعمال الادارية في إدارة التعليم في محافظة عنيزة، ويقوم بدورين مهمين في قسم الموظفين الدور الاستشاري لكونه ملمّاً بجميع مواد النظام واللوائح، والتعليمات الخاصة به، والدور التنظيمي حيث جعل الادارة لا تبحث عن شيء الا وتجده بأيسر السبل وأقلها وقتا وجهداً وكل عمله هذا لا يخلو من ابتسامة معهودة ورحابة صدر لذلك فلقد لقي المحبة والتقدير من كل من عرفه، ، كما خرّج جيلاً من الموظفين يتميزون بالجدّية والعطاء ينهلون من تجاربه وقدراته التي انعكست على الادارة ككلّ،
ثم نراه أيضاً ينشط في العمل الخيري الذي يبتغي به رضا الرب، ، أعرف جيداً ان استاذي الكريم عبدالله لا يرضى ان تذكر عنه تلك المآثر وهي غيض من فيض،
ولكن عذري أنه أسرع بها قلمي وباح بها لساني وهو تكريم لمن هو فعلاً يستحق التكريم،
إبراهيم عبدالله الفيروز
عنيزة
|
|
|
|
|