أبصرت وجه الليل صار أميراً
ولمحت وجه الفجر صار كبيراً
ونظرت في الآفاق نظرة والهٍ
فرجعت مكسور الجفون حسيراً
وأخذت أكتب بعض أشجاني وما
في النفس، أحمل حرقة وزفيراً
وقرأت خاطرتي وما تحويه من
ألم يُدمُّر وجهها تدميراً
يا وجه خاطرتي الكئيب اكأبتني
وجعلت ليلي أليلاً ومريراً
وجعلتني أشكو بشعري للورى
وجعلت شعري لا يُطيقُ سروراً
وجعلتني أبكي وليلي ضاحكٌ
وجعلت دمعي أنهراً وبحوراً
حتى متى والليل يزرع شوكه
عندي ويسلِب ضحكة وزهوراً
حتى متى والهم يحرث أضلعي
ويُحيلها حطباً وأرضاً بوراً
حتى متى وأنا على درب الأسى
وألوذ بالدرب الطويل كثيراً
يا وجه خاطرتي اغثني انني
لأكاد اجرع حنظلاً وصخوراً
يا وجه خاطرتي اغثني انني
في كف هذا الليل صرت أسيراً
يا وجه خاطرتي ترفق إنني
لأكاد ألمح فجري المبهوراً
لأكاد ألمح خيط شمس قادم
يبني لأصحاب الهموم سريراً
ثقتي بربي انبتت في داخلي
وردا وخلت خاطري مسروراً
حاسبت نفسي في أموري كلها
وجعلتها لله تشكُ كثيراً
وشروت بالقرآن بهجة ناظري
فأحال أرضي أزهراً ونميراً
وشروت بالقرآن بهجة خاطري
فغدوت من شروي به مقروراً