| الثقافية
هؤلاء المبدعون في عالمنا العربي يرحلون بصمت مثلما عاشوا الضجيج والعوالم المدهشة في انتاجهم كيف جاءوا؟ وكيف رحلوا؟
رواية أو قصة لم يدركوها، أو قد أدركوها! ولكنهم سطروها بلياليهم الحالكة السواد ونهاراتهم التي لم تنته الا مع صدى الرحيل.
ظل )زفزاف( في زاوية لم يسلط عليها النور، ورحل الى زاوية مدهشة الضياء. سوف تشرق ذكراه من المغرب والشرق لايزال في غروب.
في مقهى صغيرة تطل على الاطلسي بمياهه الشديدة الزرقة، أكلنا السردين المشوي مغمسا بالخل والزيت مردوفا بما لذ وطاب.
«محمد شكري» يتصفح الوجوه بعينين متلصصتين و«زفزاف» يشذب لحيته الكثة و«البوكيلي» تتناثر تعليقاته على جيد الحسان.
زفزاف.. جالسا يؤلف حواراً بصمت مع نفسه ويرتشف كأسه كأنه يمتص رحيق الحياة.
زمن مضى.. وفي مجلة اليمامة «رسمت صوته» مع مقال للكاتب محمد أديب السلاوي عن القصة والرواية في المغرب وكان زفزاف محور المقال والمحور الذي يدور حوله الابداع هناك.
مراكش عرفناها في مدارسنا الاولى. وزفزاف كما عرفته بعدئذ عن قرب يبقى حياً في صفوف المسيرة.
عزائي لكل المبدعين الاحياء في المغرب وفي عالمنا العربي الحزين.
بودابست
|
|
|
|
|