| الفنيــة
* رؤية - إبراهيم الناصر:
لعل من أبرز الملحنين الشباب الذين استطاعوا رسم لون خاص بهم الملحن السعودي ناصر الصالح والملحن الكويتي مشعل العروج، لكن ثمة سؤال يطرح نفسه بشدة هو ترى من سيستمر للأفضل؟، والسؤال الأهم مَنْ الأفضل فيهما فيما يقدمانه؟
بالنسبة للسؤال الثاني فالجمهور هو الذي يحكم في النهاية بعيداً عن العاطفة لكن عن السؤال الأول يمكن التنبؤ من خلال معطيات كثيرة نترك نتائجها في الأخير.
يتميز مشعل العروج عن ناصر الصالح بالكم الهائل من الألحان التي يدفعها للفنانين وأصبح مطلباً مهماً في هذه الفترة لأغلب الفنانين والسبب اللحن «المعلب»، والجاهز عند «مشعل» ولكن يبحث عن كلمات ، بينما ناصر الصالح لا يؤمن بمبدأ اللحن «المعلب»، لذلك فأعماله مقننه جداً خاصة مع الكبار، لذلك فإن ناصر يهتم بالكيف إذن يجب علينا إعادة النظر في الكلمة الأولى وهي «يتميز» مشعل، لأن الاطار العام للتفضيل يقول إن التميز ل «ناصر»، عن «مشعل»، بالكيف بعيداً عن الكم.
نقطة أخرى.. مشعل يعتمد كثيراً في ألحانه على الموزع الموسيقي الذي يقوم بتعديل اللحن، ومن أهم هذه الأعمال التي تم تعديل اللحن فيها بشكل كبير لحن «ما أروعك»، حين قام «طارق عاكف» بتعديل اللحن الأساسي من أوله إلى آخره، وأذكر هنا حواراً جانبياً مع المايسترو «طارق » قال لي: ان نبيل شعيل لم يعجبه اللحن.. بس بعد التعديل صار كويس،.. وهذا ما لا يقوم به ناصر الصالح الذي لا يعتمد أبداً على التوزيع الموسيقي وهذا واضح من خلال الأعمال التي يقدمها.
كثيراً ما يعتمد «مشعل العروج»، على تركيب الكلمات على اللحن مثل أغنية «يا تاعبني»، لنوال وأغنية «ويلي» لراشد الماجد، وأغان أخرى عديدة، بينما «صالح» لا يهوى هذا المبدأ وإن استعمله ف «مكره أخاك لا بطل».
الميزان لا زال يشير إلى التعادل «غير العادل» ما بين مشعل وناصر، مع أن ناصر يهتم بالأعمال الطربية والتي تبقى طويلاً وتستمر بينما الأعمال «السريعة» تنتهي مع انتهاء سماعها.
ولكن هل يفصل التعاونات بين الملحنين ناصر .. ومشعل، فناصر تقدم بخطوات واسعة بعد تعاونه ال «خرافي»، مع فنان العرب «محمد عبده»، في «بنت النور» كلمات الأمير فيصل بن تركي، وهذا جعله يتصدر القائمة طويلاً بخلاف أعماله مع عدد من الفنانين الكبار والفنانات مثل «نوال»، في عدد من الأعمال ونبيل شعيل وكان آخرها تعاونه مع الفنانة «أحلام»، في لحنين، وإن لم ينل أحدهما النجاح المطلوب لأنه لا يتناسب مع «ستايل» أحلام، وهي أغنية «الحين جيت»، وكان يتناسب مع «نوال الكويتية» أفضل مودية خليجية للأعمال الطربية، ولكن نجح بشكل كبير في أغنية «المحبة ماهي كلمة».
أما مشعل العروج كان لتعاونه مع «عبدالمجيد عبدالله»، «راشد الماجد»، أثر في دعم اسمه بشكل كبير.
لكن المستقبل يحمل تعاونات تجمع بين ناصر الصالح وفنان العرب مما يزيد من موقفه قوة وهي عبارة عن نصين من كلمات الأمير فيصل بن تركي «أعترف لك»، «جرح»، بينما تشير الأخبار أن «محمد عبده»، سيتعاون مع «مشعل»، وهي «مصيبة» فنية لأن «مشعل» لا يتناسب مع أجواء «فنان العرب»، الطربية. إذن كان على ناصر الصالح أن يكون المنتصر بالأعمال الطربية، وعلى «مشعل» أن ينتصر بالكم الهائل من الأغاني، لكن لزالت المباراة مستمرة والمستقبل يخبئ بين جوانحه الكثير.
|
|
|
|
|