| الفنيــة
* القاهرة - )أ.ف.ب(:
حول المخرج نادر صلاح الدين مسرحية شكسبير «عطيل» التراجيدية إلى كوميديا مصرية معاصرة تسخر من التركيبة الاجتماعية التقليدية ولبنتها الأساسية مؤسسة الزواج باعتبارها اكثر المشاريع فشلا وحافظ المخرج على الشكل المسرحي المتعارف عليه لمسرحية عطيل ضمن الخط الدرامي التراجيدي لجهة تسلسل الاحداث من حضور عطيل إلى المكان الذي توجد فيه ديدمونة وعلاقة الحب التي ربطت بينهما وصولا إلى نهايتها المفجعة بقتل الحبيبة.
وتعرض المسرحية التي سميت بعد الاقتباس ب «منديل الحلو» على خشبة المسرح العائم على ضفاف النيل في منطقة المنيل وسط القاهرة بدءا من مطلع الشهر الحالي.
وتقدم المسرحية عطيل نوبيا يقود وحدة عسكرية في إحدى القرى المصرية ويتعامل بشخصية الفهلوي الذي يفيد من السلطة لفرض نفسه على الآخرين ساترا جهله بمجاملة الآخرين.
وعبر طرق الخداع، يتمكن عطيل من الحصول على ديدمونة والزواج منها في إطار مواقف كوميدية ساخرة تصل إلى ذروتها في تغزله في حبيبته بلهجته السودانية النوبية المحببة في اللغة العربية.
وتنتقل المسرحية إلى مرحلة زرع الشك والريبة داخل عطيل تجاه حبيبته ليقدم من خلالها مجموعة من الأفكار تعبر عن حب التملك في إطار من السخرية والتلاعب بالكلمات.
وتقدم المسرحية استعراضا غنائيا راقصا يؤكد فيه المشاركون غنائيا فشل الزواج كمشروع تحت سقف التملك.
وضمن ذات السياق حافظ المخرج على لون البطل عطيل كما قدمه المسرح الأوروبي كبطل اسود اللون .
وقد نجحت الفرقة المسرحية في ان تقدم عبر عرضها هذا نموذجا جديدا في الإفادة من التراجيديا الكلاسيكية العالمية في إطار من التراجيديا الكوميدية وتوظيفها اجتماعياً في انتقاد العديد من الظواهر السلبية في العلاقة بين الأنا والآخر.
|
|
|
|
|