| العالم اليوم
الباحث في تاريخ النضال الفلسطيني قد لا يجد مرحلة أشد قسوة من المرحلة الحالية، حيث يتعرض الفلسطينيون الى هجمات وأعداء يصعب حصرهم بدءاً بالنفر الضال منهم ممن باعوا ضميرهم ووطنهم من أجل حفنة مال مروراً بالاسرائيليين مستعمرين ومستعربين وقوات احتلال وصولاً الى بعض العرب نهاية الى امريكا،
كل هؤلاء يحاربون الشعب الفلسطيني، وكل فئة تحتاج الى بحث أو مقالة مطولة لكشف هذه الفئة وما تسببه من مخاطر، وكان الإيجاز الذي يفرض نفسه على هذه الزاوية لمساحتها المحددة، يتطلب ان نحدد ان أكثر هذه الفئات خطورة، فئة المتعاونين مع اسرائيل، وهؤلاء المتعاونون لا أجد كلمة تستحق أن تطلق عليهم فوصف الخيانة او العمالة، وحتى السفالة لا يمكن أن تتطابق مع ما يقوم به هؤلاء الذين تحيط بهم دماء الشهداء من كل صوب وفي أعناقهم عشرات الضحايا الذين صعدت أرواحهم الى بارئها وهي تشكو تواطؤ ابن الوطن مع سارقه، والمأساة ان هؤلاء العملاء الذين باعوا وطنهم وأهلهم وبعضهم تسبب في استشهاد أبناء عمه يتزايدون ويتكاثرون حتى أصبح الانسان في داخل فلسطين يشك حتى في جاره، ، ولعل هذا احدى نتائج اتفاق اوسلو الذي جلب لشعب فلسطين كل المحن والمآسي التي نتابعها اليوم ولا نملك سوى الدعاء لله ان يحفظ ما تبقى من شرفاء فلسطين، والحديث عن العملاء يتطلب مساحة اكبر وحديثاً اكثر دقة لجمع أكبر ما يمكن من المعلومات وتتبع بداية هذه المأساة الطارئة على الفلسطينيين، الفئة الأخرى التي يواجهها الشعب الفلسطيني والتي تأتي في المستوى الثاني من الخطورة المستعمرون الذين أصبحوا كالكلاب المسعورة تنهش كل من يقف في طريقها ولأن كبيرهم والذي يوجههم يحتل منصب رئيس الحكومة فقد اخذ هؤلاء المستعمرون ينفذون اكبر الجرائم والاغتيالات بمساعدة قوات الاحتلال التي لا يكفيها التستر عليهم، بل حمايتهم وتوجيه عملياتهم ومدهم بالسلاح،
الفئة الثالثة التي تكمل عمل العملاء والمستعمرين فئة المستعربين التي تشكل الثالوث الاجرامي في فلسطين، فهؤلاء تخصصوا في تنفيذ عمليات الاغتيال للكوادر الفلسطينية الوطنية والقيام بالاعمال التخريبية، ومع ان هؤلاء المستعربين فرق عسكرية متخصصة تجسِّد عمل إرهاب الدولة المنظم إلا أننا لم نجد اي شجب او اعتراض على اعمالها سوى وصفها بأعمال عنف مثلها مثل عمليات المقاومة،
تبقى الفئة الرابعة، ، الفئة الظالمة من العرب الصامتين، ، والسائحين في فلسطين، ، والسياحة نقصد بها السياحة السياسية، وهذه أيضا تتطلب موضعا مستقلاً، فهؤلاء العرب لم يكتفوا بالتخلي عن الفلسطينيين في فترة حرجة، بل وصل الامر بهم الى حد التآمر والتنسيق مع الاسرائيليين، ، !!
أما العمة أمريكا فأسلحتها وأموال جامعي الضرائب من شعب أمريكا هما من يموّل حرب الإبادة التي يتعرض لها شعب فلسطين،
كل هؤلاء يواجههم الفلسطينيون، ، ، واذا كانت قوة الشعوب وصلابة كفاحها تقاس بقوة أعدائها، ، فلنا أن نقيس صلابة وقوة شعب الجبارين، ، الفلسطينيين،
jaser.com@al-jazirah
|
|
|
|
|