دربٌ من الجبل الأشم تحدَّر
من شاهق زأرت به أُسْدُ الشرى
أحْنىَ دَكَا بجبينه وتلاينت
منه الصخور مطاوعاً متعذِّرَا
حقب توالت والرياح لوافح
في صوحه عَبْرَ السفوح إلى الذرا
كم راكبٍ نعليه يَضْحَى لاهثاً
مما يكابد في الصعودمُشمّرا
يعلو ويهبط لا يريم تَأرْجُحاً
بين الأفاعي نافحاً مُتَحذَّرا
قدحت لديه الأمنيات مضيئة
فبنى عليها في المحافل مِنْبَرا
جاد الزمان بلفتةٍ أبويةٍ
فتحت له تِلْقَا تِهَامَةَ مَعْبرَا
فمشى حَفِيَّاً بالطريق مباهيا
يختال عَبْرَ فجاجه متبخترا
يدعو بأعلى صوته لسَمَيْدَعٍ
شهمٍ يثيب الخير أنَّى عَسْكَرا
رَبْعٌ به عبدالعزيز تمركزت
أظعانه فوق الحويةِ أَدْهُرَا
ما زالت الآمال تبرق مثلما
كانت تقيم به الحكومة أشْهُرَا
ربع تداعبه النسائم عذبة
كيما يظلُ بها الشميمُ مُعَطَّرَا
ربع إذا حَلَّ الذراع تتابعت
سُحْبٌ يَسِحُّ الوَدْقُ منها أَعْصُرَا
يضفي عليها جَوَّ أنسٍ ساحرٍ
يهنا ببهجته اللبيبُ مُبَشّرَا
عطفت له الصيدُ الكرام بلفتةٍ
تأبى سوى لربوعه أن تَعْمُرَا
تأبى سوى لربوعه متَنَزَّهاً
بين الشعيبة والسفوح مُنوَّرَا
تأبى سوى لربى المصيف مرابعاً
تحظى بما حظيت به أم القرى
يا حُزْمَةَ الآمال كلَّ كريمة
في ربعه انْثَالي فَعَالاً مُثْمِرَا
وتتابَعِي فالعطف من ساداتنا
طبعٌ تَسَامَى مُفْرِعاً مُتَجَذِّرَا
أُسْدٌ تذودُ عن العرينِ مُسِيْغَةً
فعلَ الجميل سجيَّةً وتخَيُّرَا
مَدَّ الإلهُ لِمَلْكِهَا في عُمْره
مُستَصْحباً آل السعودِ الأقمرا