| الاولــى
*
* القدس المحتلة رام الله الوكالات:
هددت السلطة الفلسطينية باللجوء إلى العمل تحت الأرض، في إشارة إلى استخدام السلاح في وجه استمرار حملة التصفيات الإسرائيلية التي استهدفت أمس مروان البرغوثي، قائد الانتفاضة، وهي حملة تتم أيضاً على خلفية تأييد أمريكي برر التصفيات الإسرائيلية على الرغم من تراجع واشنطن عن تصريحات لنائب الرئيس الأمريكي برر فيها ما تقوم به إسرائيل من اغتيالات.
محاولات التصفية الجديدة تمثلت في قيام مروحيات إسرائيلية أمس بقصف سيارة كانت متوقفة أمام مكاتب حركة فتح في رام الله كان بداخلها مهند أبو حلاوة أحد ناشطي «فتح» فيما كان البرغوثي داخل المكاتب.
وقال شهود عيان إن الصاروخ الأول اخطأ السيارة فلاذ أبو حلاوة بالفرار قبل أن يدمر صاروخ آخر السيارة التي كانت متوقفة أمام مكتب حركة فتح في رام الله.
وأكدت المصادر أن مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية كان في داخل المكتب لكنه غادر المكان بسرعة.
ويعرف البرغوثي على نطاق واسع بأنه قائد الانتفاضة،
وإزاء هذه الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل حذر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع «أبو علاء» من أن السلطة الفلسطينية ستضطر للجوء إلى العمل تحت الأرض في إشارة غير مباشرة إلى العودة إلى استخدام السلاح ،
وقال أبو علاء في حديث نشرته صحيفة «الأيام» الصادرة في رام الله: «على الإسرائيليين أن يفهموا أن السلطة الفلسطينية ليست كياناً دولياً سيادياً وأن السلطة الوطنية الفلسطينية ما زالت حتى الآن ذراعاً من أذرع المقاومة والعمل السياسي»،
وأضاف أن «العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني يتكيف وفق الأوضاع والمعطيات، فإذا كانت المسيرة السلمية في مسارها والأوضاع هادئة فإن الوضع سيكون طبيعياً، ولكن في ظرف ما فإن هذه المؤسسات قد تعود تحت الأرض تمارس دورها ومهماتها من هناك»،
ورسمياً فإن السلطة الفلسطينية لم تدخل في مواجهة مسلحة مع إسرائيل خلال الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر في حين أن إسرائيل تتهم السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء هجمات مسلحة ضدها،
واتهم أبو علاء حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون بأنها «تصعد الأمور تدريجياً، وفق خطة مبرمجة ومنهجية، باتجاه الحرب الشاملة على السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني»،
وأضاف أن اسرائيل «تسعى من خلال ذلك إلى فرض حل باستخدام القوة تعتقد أنه يمكن القبول له، لكن على الإسرائيليين أن يعلموا أنه من المستحيل أن يتمكنوا من تمرير الحلول التي يتوهمونها،
وحذرت القيادة الفلسطينية يوم الجمعة من أن استمرار سياسة الشجب والاستنكار فقط التي ينتهجها المجتمع الدولي ازاء سياسة الحكومة الإسرائيلية وتصعيدها العسكري الخطير من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي،
واعتبرت القيادة أن «ارسال المراقبين الدوليين هو المدخل الصحيح والسليم للبدء في تطبيق خطة تينيت الأمنية والمباشرة في تطبيق توصيات ميتشل»، مشيرة إلى أن «الحكومة الاسرائيلية واهمة إذا اعتقدت أن استمرار سياسة الاغتيالات والتصفيات ضد قيادات شعبنا السياسية في حركة حماس وفتح والجهاد وغيرها يمكن أن تحقق أهدافها الخبيثة ضد شعبنا المكافح من أجل حريته واستقلاله»،
وتصاعد التوتر مجدداً بين الطرفين في أعقاب مقتل ثمانية فلسطينيين، بينهم طفلان، في هجوم شنته مروحيات عسكرية اسرائيلية على بناية سكنية في مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية يوم الثلاثاء الماضي،
وبالعودة إلى سياسات القمع الإسرائيلي فقد قام الجيش الاسرائيلي أمس بغلق مدينة أريحا في شرق الضفة الغربية ومنع مرور المسافرين إلى الأردن من معبر الكرامة )جسر الملك حسين( لليوم الثاني على التوالي،
وأوضحت المصادر أن الجيش الاسرائيلي شدد حصاره على أريحا بإقفال جميع مداخلها الفرعية إثر تسجيل اشتباك مسلح بين الجيش ومسلحين عند الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة،
وطال الاجراء حركة المغادرين إلى الأردن حيث حظرت اسرائيل مرور المسافرين عبر جسر الكرامة الذي يشكل نقطة المرور الرئيسية لسكان الضفة الغربية وزائريها،
وأفاد شهود أن جرافات الجيش الاسرائيلي دمرت بالكامل 15 دونما من بساتين الموز بالقرب من منطقة لتبادل اطلاق النار تعود لأحد سكان المدينة ويدعى ياسر ابراهيم اسعيد،
وقدرت مصادر زراعية خسارة اسعيد بنحو 80 ألف دولار أمريكي،
وكان الجيش الاسرائيلي حفر خندقاً بعمق مترين وبطول نحو 15 كيلومتراً على طول الجهة الشرقية للمدينة واقام حواجز عسكرية على مداخلها الرئيسية واغلق الأخرى بكتل اسمنتية ضخمة،
إلى ذلك قال مسؤول فلسطيني إن خمسة عسكريين فلسطينيين اصيبوا بجراح إثر تبادل لاطلاق النار جرى في وقت مبكر من صباح أمس بين الشرطة الفلسطينية وقوات الاحتلال الاسرائيلية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة،
وأوضح مدير الشرطة الفلسطينية اللواء غازي الجبالي أن جيش الاحتلال الاسرائيلي دفع في ساعة مبكرة من صباح أمس بعشر دبابات وجرافتين وعدد كبير من جنوده إلى منطقة المحطة شرقي مدينة دير البلح الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية الكاملة،
وأكد قائد الشرطة الفلسطينية أن الاشتباك استمر أكثر من ساعة حيث انسحبت قوات الاحتلال إثر المقاومة العنيفة التي تعرض لها في تلك المنطقة،
وأشار الجبالي إلى أن خمسة من رجال الشرطة الفلسطينيين أصيبوا بجراح ونقلوا على وجه السرعة إلى أحد المستشفيات القريبة للعلاج،
كما أكد أن قوات الاحتلال أقدمت قبل انسحابها من المنطقة على هدم جزء من مبنى يعود لوحدة التدخل وحفظ النظام على المدخل الشرقي لمدينة دير البلح،
|
|
|
|
|