| الثقافية
لم أكن أتوقع أن يصل صدى مقالتي السابقة «تساؤلات» إلى هذه القوة وإلى هذا البعد الفكري..
ولم أتنبأ بذلك الكم من البوح الذي احتويته من قرائي الكرام.. ولا بحجم الثقة التي زادت لدي بذاتي منهم وبهم!!!
فعلاً كان لتساؤلات الأثر الكبير في الذاكرة البوحية لقلمي!!! فالكل أجاب..
وأمسك بزئبقة ربما عجزت عن الامساك بها..
فهذا يجيب عن محتوى حقيبته..!! وتلك تفند وتصنف الموظفين بحسب حقائبهم!!!
وذاك يعترف بارتداء «طاقية الاخفاء» عند ممارساته العابثة ب )Chat( والآخر يشارك بملامحه ملامح طفل الصف الأول الابتدائي.. ويحمل معه همّ القبول في الجامعة.. وهمّ حصوله على وظيفة!!!
ومقابل هؤلاء جميعاً.. استنكر واستغرب من ذاك الذي فهم )تساؤلات( بالمقلوب!! أو لم يفهمها فحصرها في نطاق ضيق محدود!!! أو ربما فسرها ومفاهيمها على طريقته الخاصة!!!
اكتشفت من خلال ردود قرائي تلك المساحات البيضاء بداخلهم، وذلك البعد الفكري الرائع الذي احتواهم.. ويحتويهم!!!
)1(
في هذا الاسبوع خصصت مقالته لتلك التساؤلات التي لم تفهم.. أو ربما حين تساؤلها فهمت بالمقلوب.. أو تم التجاهل عن معناها الحقيقي..
سأسلط الضوء على بعض النقاط المهمة في تلك التساؤلات والتي لابد لها أن تفهم كما هي.. لا كما يريد من لايريد ان يفهم!!!
1 هناك فرق بين الحرية والتحرر .. وفرق كبير.. فالأول يحمل الحرية الشخصية وحرية الفكر.. يحمل خصوصية الفرد لذاته ومع الآخرين..
الحرية مبدأ جميل إذا استخدمت بشكل سليم، حيث بها من الاستقلالية والتميز عن الآخرين مايكفي للحظات إبداع حتى ولو كانت قصيرة..
فالحرية التي تتجاوز حدود الدين والأعراف والتقاليد والتي تخرج عن إطار المرجعية الشرعية هي لا تسمى حرية!!!
بل مقدمة للتفسخ والانحلال وفقدان الهوية، وينبغي ان ندرك ان الحرية الحقة هي التي تنشأ وتترعرع على قاعدة من الهوية الصلبة والتمسك بالتعاليم الشرعية، ولا تحيد عن مبدأ الاستقامة أو تتلمس الانحلال الأخلاقي والتشبث بثقافات لا تمت للإسلام ولا للهوية العربية بصلة بل لا تفرق بين مبدأ الحلال والحرام.
أما التحرر فهو تنازل عن القيم والمبادئ ... تنازل عن العادات والتقاليد والأخطر تنازل عن ما شرعه الله تعالى..
التحرر يا قارئي الكريم.. هو انسلاخ من هويتنا الإسلامية، والعربية وفقدان لكياننا الإسلامي العريق..
التحرر هو تغيير الرداء والجلد بمحض الارادة دون ان يكون هناك اعتبار لما توارثناه من عادات وتقاليد، وثقافة تميزنا نحن كمسلمين وكعرب وتجعلنا دائماً في مجال الانتماء للدين، الانتماء للوطن، الانتماء لما تربينا عليه من عادات وثقافة وتقاليد.
أرأيت أيها القارئ الفرق بين مفهوم الحرية والتحرر؟!!؟!
2 ذلك العالم المسمى ب )chat( لم أدخله في يوم ما.. ولم أفكر حتى في الدخول إليه.. لأنه ليس من قناعاتي الشخصية.. وأنا ضده جداً!!! فقد سمعت عنه الكثير مما جعلني أجزم بأن الشخص الذي يدخل ذلك العالم متخفياً باسم مستعار يعي تماما أنه يصنع خطأ ولو كان حسن النية.
أنا لا أريد أن أعمم حتى لا أكون ظالمة. فهناك من المبتعثين في الخارج على اتصال بأهلهم وذويهم عن طريق النت.. لكن بأسمائهم الصريحة.. أرأيتم معي كيف يعطي الصحيح الثقة لصاحبه!!!؟!!
أعود إلى «طاقية الاخفاء» فمن خلال ما سمعته من حد ضيق الولوج إلى ذلك العالم فإن معظم ممارساتهم العابثة ماهي إلا محاولات لاختراق أجهزة الآخرين، واستخفاف ببعضهم البعض.. ومحاولات لاشباع حاجاتهم النفسية بطرق مختلفة عديدة.. بالإضافة إلي انه اهدار للوقت والجهد والمال.
فلو كان الشخص يحمل موضوعاً صادقا وفكرياً لمناقشته مع مجموعة لما تخفى خلف اسم مستعار.. لقناعته بأن ما يطرحه سليم وأن تصرفه صحيح ولا غبار عليه.
3 كل موظف بحث في حقيبته عن مذكرة الحسد التي يحملها وأخرجها لاحراقها فإنه قد أنجز انجازاً رائعاً. وساهم في فتح مجالات عديدة من العمل يحتاجها الوطن..
ومن فتح حقيبته وبحث في محتواها.. فقد قدم دعوة مفتوحة للحياة..!!
لقد سألت الموظف عن حقيبته ومحتواها ليعيد ترتيب نفسه ، يعيد بعثرة طموحه وأفكاره..
ليسعى نحو الأفضل.. نحو الغد الأجمل!! ويساهم في رفعة وطنه .. ذلك الوطن الذي طالما أعطاه.. وقدم له التنازلات!!
كثير من الموظفين بحثوا في حقائبهم.. فهل كانوا فعلا صادقين في بحثهم وهل كانوا بكل أمانة ينقحون حقائبهم!!!؟؟؟
)2(
لا شيء أرق من الماء..
ولا شيء أقسى منه وأعنف
حقا، ان الحقيقة تبدو مثل ضدها.
الفيلسوف لاوتسي
)3(
كل الشكر لمن أرسل لي تعليقاً ولو بكلمة واحدة.. ولكل من ترك العنان لبوحه ليعانق سفاف قلمي.. كل الشكر لهم جميعاً.. فأنا أحمل لهم بداخلي مساحات من الاعتراف والشكر.
* الأخت روز: أشكر لك تعليقك الذي يطمئنني على مستقبل الوطن ففكرك الراقي ينم عن شخصية رائعة.. ترفع رؤوس الرجال.
* الأخ الكريم/ نواف البسام: أشكر لك بوحك الأخوي، ومتابعتك للصحافة لايشترط ان يكون لك بها ناقة أو جمل.. فقط الفكر الواعي والفهم السليم هو المطلوب وهذا لديك ستجد إجابة سؤالك بين ثنايا الأسطر السابقة.
* الاستاذ الفاضل/ عبدالكريم المنقور: كلماتك في رسالتك رغم اختصارها إلا أنها أعطتني دفعة قوية نحو الأفضل، لاعدمتك أبداً وأبقاك الله مصدراً لقوتي التي استمدها منك.
)4(
لمن قرأ مقالة )تساؤلات( ولم يفهمها .. اقترح عليه ان يعيد قراءتها مرة أخرى.. ولا بأس بمرتين وثلاث.
Email:tmangour@hotmail.com
|
|
|
|
|