| المجتمـع
* تحقيق فهد المطرفي:
يلاحظ في السنوات الأخيرة انتشار بعض الملابس الرياضية التي تحمل بعض الصور والألفاظ غير اللائقة لا شرعاً ولا عرفاً وكذلك بعض الشعارات والرموز غير المعروفة والذي يزيد الأمر خطورة أن معظم الشباب لا يفهم كثيراً من الألفاظ المكتوبة.. )الجزيرة( تجولت بمحلات بيع وتفصيل الملابس الرياضية واتضح من خلال هذه الجولة ان الملابس التي يرتديها معظم الشباب والتي تحمل الصور والألفاظ غير الجائزة على نوعين. الأول: ما يأتي من الخارج والثاني وهو الأخطر تتم خياطته في بعض محلات الخياطة المتخصصة كل ذلك تعرفنا عليه من خلال التحقيق التالي:
محلات ترفض الظاهرة
في بداية الجولة اتجهنا إلى أحد هذه المحلات والتقينا محمد مختار وهو المسؤول عن هذا المحل حيث تحدث عن طريقة المحل في خياطة الملابس الرياضية فقال: نحن نقوم بتفصيل هذه الملابس بحسب طلب الزبون ولكل طلب سعر معين ولكننا لا نقوم الا بتفصيل الملابس المناسبة ونرفض خياطة بعض الصور أو الألفاظ غير المسموح بها، وعادة يطلب معظم الزبائن كتابة أسمائهم على القمصان أو وضع بعض شعارات الأندية المعروفة ولكن يحدث أحياناً أن الزبون يجلب معه بعض الصور أو الشعارات غير المسموح بها ونرفض خياطتها على قميصه ولذلك فأي لفظ غير مفهوم لدينا لا نقوم بخياطته.
ومحلات تروج لها
شكرت محمد على رأيه واتجهت إلى خارج المحل ولكنه استوقفني وهمس في أذني قائلاً:
اذا كنت تريد المحلات التي تخيط مثل هذه الملابس وتضع الصور والكتابات المختلفة فعليك بالمكان «الفلاني» وذكر لي المكان.
اتجهنا الى المكان المذكور وبدأنا نبحث عن محلات الملابس الرياضية والشبابية حتى وقع نظري على واحد منها، وقبل دخولي إلى هذا المحل اخفيت «الكاميرا» ودخلت بصفتي زبون عادي مثل غيري، وأخذت اتجول في المحل وأسأل عن كل ما أشاهده، وخلال الجولة شاهدت بعض الملابس الغريبة في الشكل وطريقة الكتابة عليها. وبعضها الآخر غريب ولكنه قد لا يخدش الحياء وقد يكون مقبولاً، وأخرى أيضاً طبع عليها بعض الصور المقززة والبعيدة كل البعد عن الملابس الشرعية، كل ذلك يعرض بشكل طبيعي أمام أعين الجميع.
والغريب انه بمقدور أي شخص أن يجلب أي صورة أو لفظ معين ويطبعه على قميصه مقابل مبلغ مالي وبدون وجود رقابة وبشكل عادي.
العمال يمنعون التصوير!
وخلال الجولة في المحل وجدت آلة طبع الصور على الملابس في أحد أركان المحل البعيدة عن أعين الزبائن وقمت بالتقاط صورة لها، وعندما رآني العمال حاولوا منعي من التصوير وقالوا: يجب أن يوافق المدير على التصوير وهو غير موجود حالياً. انتظرت هذا المدير المزعوم! واكملت بقية الجولة وحاولت خفية التقاط بعض الصور الهامة الأخرى إلا أن عيونهم كانت تراقبني أينما توجهت حتى خرجت من المحل.
شعارات وعبارات حسب الطلب!!
اتجهت إلى محل آخر وهناك وجدت عدداً من العاملين وظيفتهم فقط خياطة الملابس الرياضية ووضع الشعارات والصور عليها بغض النظر عن كون هذه الصور والشعارات موافقة للشريعة الإسلامية ولعاداتنا وتقاليدنا أم لا.
كذلك يوجد في هذا المحل عشرات الشعارات المعلقة على لوحة كبيرة فيها مختلف الأشكال والأحجام، بعض هذه الشعارات عادي وبعضها قد لا يسمح ولا يجوز حمله وبعضها تحمل عبارات أجنبية غير مفهومة.
يقول أحد العاملين في المحل:
يأتي الينا الزبون ويختار أحد هذه الشعارات ويطلب منا أن نقوم بخياطته على قميصه. وتختلف أسعار هذه الشعارات، فالصغير منها يتراوح سعره ما بين 15 20 ريالاً والكبير سعره ما بين 40 50 ريالاً، ويضيف هذا العامل ان بعض الزبائن يأتي ومعه احياناً بعض الصور لأشخاص مشهورين ويطلب طباعتها على قميصه ونحن لا نمانع في ذلك.
ومن خلال هذه الجولة يمكن لأي شخص أن يشاهد مختلف أنواع القبعات والتي يكتب عليها بعض الألفاظ الأجنبية وبعضها مرسوم عليه صور غريبة وبعيدة كل البعد عن عادات وقيم هذا المجتمع.
كل ذلك يتم داخل هذه المحلات وبصورة عادية حيث تتوفر لديهم أجهزة للطباعة على القمصان وكذلك يوجد لديهم مكائن للخياطة، حتى يخيل للزبون ان بعض هذه الألبسة التي تطبع عليها هي ألبسة قادمة من الخارج من شدة اتقان هذه العمالة لهذا العمل.
ماذا تفصل هذه المحلات؟
قد يكون عمل هؤلاء مقبولاً اذا كانوا يلتزمون بطبع شعارات وألفاظ معروفة ولكن قيامهم بطباعة شعارات قد تكون ضد الدين وضد العادات والتقاليد والأخلاق هنا يكون الخطر. لان الملاحظ ان الصور والشعارات التي تطبع على الألبسة أغلبها يدور حول الحب والدعوة الى الرذيلة والعنف وبعضها يطبع عليه اسماء مدن ودول مشهورة بالفساد وهذا قد يكون من وسائل التخريب المسلطة على هذا البلد وشبابه!
لقاءات مع بعض مرتادي السوق
خلال جولتنا على هذه المحلات التقينا ببعض مرتاديها حيث سألنا الشاب «أحمد الشارخ» عن سبب حضوره إلى المحل وكيفية اختياره لملابسه فقال: في هذه المحلات يوجد مختلف أنواع الملابس الرياضية واستطيع ان أطلب أي موديل ليقوم العاملون بتفصيله لي، لذلك احضر إلى هنا دائماً واشتري ما أحتاج اليه.
ويضيف الشارخ: أحياناً أقوم بخياطة بعض الشعارات على ملابسي واختار الشعارات ذات الشكل الجميل والتي تتناسب مع لون «الفنيلة» وحول اهتمامه بمعاني بعض الألفاظ أو الشعارات التي يضعها على ملابسه يقول :
لا أهتم بمعاني هذه الشعارات أو حتى نوعية الصور ولكن المهم عندي أن تكون الصورة مناسبة للقميص، ولأنني لا أعرف اللغة الانجليزية فانا لا أفكر بمعنى هذه الألفاظ.
الرقابة مطلوبة
من ناحيته يقول محمد الشمراني: في هذه المحلات نرى بعض الصور الجميلة ولكن هناك بعض الصور التي يقبل عليها الشباب تكون غريبة على مجتمعنا، والحقيقة انني اذا اردت أن أطبع صورة أو شعاراً معيناً على ملابسي فاني أحاول دائماً ان اختار الصور المناسبة والتي لا تثير الشبهات، كذلك عندما لا أفهم معنى أحد الألفاظ لا أطبعه على ملابسي وأتمنى من المسؤولين الانتباه الى ما يباع في بعض المحلات وخصوصاً الملابس التي تتم خياطتها في المحلات الرياضية .
وايضاً يجب متابعة بعض الشعارات والتي تكون عادة بعيدة كل البعد عن القيم والتقاليد في هذا البلد الطاهر.
|
|
|
|
|