| مقـالات
من طبيعة الإنسان أنه يحتاج لراحة بعد كل فترة عمل، فهناك راحة يومية يقضيها الإنسان وهو يقظ، وهناك راحة يومية يقضيها الإنسان في نومه، وهناك راحة أسبوعية وجدت الدراسات أنه يجب أن تكون يوماً أو يومين وهناك راحة بفترات مختلفة تتمثل بالمناسبات والأعياد، وهناك راحة سنوية هي ما اصطلح عليها بالإجازة، وهي التي ينتظرها الإنسان على أحر من الجمر، وذلك ليريح نفسه من عناء العام، وكذلك ليرفه أطفاله وأهله ويدخل عليهم بعض السرور والبهجة، إن هذه الأمور من فيزيولوجيا حياة البشر والتي لا يستطيعون الاستغناء عنها إلا بشق الأنفس كما يقال وهي حق طبيعي صانته القوانين والمواثيق، وعملت الدول والمؤسسات على تنظيمه بما يناسب أوضاع المجتمعات المختلفة، وحالات الناس على اختلاف مشاربهم.
الإجازة طبعاً هي ليست راحة بالمطلق وإنما هي تغيير نمط الحياة بشكل ما فقد يقضيها الإنسان بالسفر أو بعمل حاجة ما أو بتطوير نفسه أو باستكشاف هذه الحياة.
إن ما نعاني منه حالياً قد أصبح بمثابة أن الإجازة هي مشكلة حيث إنها أصبحت عبئاً مادياً ثقيلاً على الأسر والأفراد هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى صار الناس يتباهون بأنهم قضوها في سويسرا أو السويد، والناحية الأسوأ هي فهم أبنائنا للإجازة، فللأسف صار الواحد منهم يأخذ المال لينفقه ذات اليمين وذات الشمال، وهو لا يفكر بالعواقب الوخيمة لأفعاله التي تؤذيه شخصياً وتؤذي أهله وتؤذي مجتمعه وأمته ودينه، كما أصبحت الإجازة أيضاً هماً كبيراً للآباء والأمهات، وذلك بسهر أبنائهم وبناتهم حتى طلوع الشمس.
إن إجازة بعض الشباب حتى لا نعمم قد أصبحت كارثة وصاروا يعودون إلينا بمصائب وحالات لم نكن ندري بها، ما هكذا تكون الإجازة أحبتي، وتحصين الفرد ينطلق من الأسرة، والأسرة القوية هي التي تعرف كيف تربي أبناءها وتحصنهم وتحميهم من كل صعوبات الحياة التي أصبحت الإجازة واحدة منها.
أما المثال المشرق الساطع الناصع فهو ذلك الشاب أو الفتاة الذين يقضون الإجازة بكل نافع من علم وعمل ويطورون أنفسهم ويأتون بالجديد النافع لأمتهم ويضحون بفترة راحتهم اليومية والأسبوعية والسنوية لحساب هدف أسمى وغاية أرقى، بارك الله في هؤلاء وأكثر من أمثالهم.
والله المستعان.
|
|
|
|
|