| مقـالات
العاصمة الجميلة.. معشوقة الملايين.. الرياض منطلق الدعوة منطلق الفكر.. منطلق الثقافة.. حامية التاريخ.. موجهة الطموح.. مفجرة الآمال.. العرين الذي يمجد الأسود المدينة التي استقبلت أول انتصارات ذلك البطل المغوار.. عبدالعزيز طيب الله ثراه الرمز للتحدي وللعزيمة ولحب الوطن بعد الله.
هذه المدينة.. المثال للوعي ولكل تقلبات الدهر تتنفس الصعداء في الصيف لاستعادة مراحل الطفولة المتجددة في أوصاله، هذه المدينة الناعمة رغم خشونة الصحراء من حولها. واحة كانت منذ فجر التاريخ، استعارت اسمها من الحدائق الغناء التي كانت تحيط بها فجاء لقبها لمجموعة روضات «اليمامة» الربيع و النخيل. منطلق المجد في أرض نجد. عشنا في صدرها طفولتنا وبكارتها قبل أن تقتحمها ناطحات السحاب. درجنا في أزقتها المتربة حتى تحول الكثير منها إلى بساط اخضر وأشجار تتوسط شوارعها الفسيحة. أعشق التغزل بهذه المدينة الحسناء الأسطورة وحاراتها القديمة «مصدّة ومعكال» لأنها تستحق الخلود بعد أن نفضت عنها رداء الكسل والتواكل وانطلقت تسابق الريح في التنظيم والعمران.
ولم تيأس من إذعان أبنائها الذين يفرون منها صيفا ربما بغية أن تستعيد مرافقها بعض حيويتها وشوارعها بعض ظلالها وهذا تنبيه إلى إدارات الخدمات بأن تنشط عندما تفرغ المدينة من ذلك الزحام الذي يخلفه ملايين المهاجرين مؤقتا لزيارة الأقارب في الأقاليم أو تغيير المعالم في أصقاع الدنيا، فالحرية مباحة ماعدا حب الوطن إذ لا بديل عنه. فاذهبوا حيث شئتم إنما عودوا أكثر التصاقاً بهذه الوديان حتى وإن جفت المياه فيها فالحب في نجد لا يرضي بغير العشق لهذه الكاعب الفاتنة، وانظروا إليها وأنتم تطوفون حولها من نوافذ الطائرة حتى تروا كم هي مضيئة متلألئة هذه المدينة الأسطورية تتفنن في طرح مفاتنها وصدرها يتسع حتى تفتح ذراعيها لاستقبال الغائبين في حرارة الصيف مع أن حرارة اللقاء سوف يبقى مشتعلاً إلى صيف قادم في عام جديد لأن الرياض الجميلة غير غير مع حبي.
إضاءة
استرعى انتباهي نقاش حاد كان يدور بين مضيف الكبينة واحد الركاب الشباب إذ فهمت منه بأن المضيف يدعو الراكب إلى إقفال جهاز الهاتف الجوال حتى لا يؤثر على محركات الطائرة بينما الشاب الذي افصح بأنه عاد مؤخرا من الدراسة في الغرب بأن مثل هذا الإجراء لم يسمعه إلا على خطوطنا وعدم اعتقاده بصحة تأثير الجوال على محركات الطائرة إلا إن كانت محركات طائراتنا لها خصوصية ناعمة «ظهرت دعاية للسعودية تمثّل راكباً يخاطب ابنته بواسطة الجوال» في برنامج بمحطة« بي بي سي» لم أحاول أن أتدخل في أمور أجهلها وليس علي سوى الاستجابة للتعليمات لأنني أحب النظام، وأصغي الى رأي أي متخصص، إنما الذي أقترحه على خطوطنا العتيدة بالنسبة لحاملي الجوالات وهم أكثرية الركاب أن تبادر إلى استلام الأجهزة من كافة الركاب عند صعود الطائرة إلزاميا وإعطائهم إيصالاً يدل على ذلك الاستلام مع تعليق اعلان يمثل هذه التعليمات.
وبهذا ترتاح عن إثارة جدل لا نهاية له أو توقيع عقوبات لاضرورة لها احتراما لنظام يكفل سلامة الجميع.
المراسلة / ص. ب 6324
الرياض / 11442
|
|
|
|
|