أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 5th August,2001 العدد:10538الطبعةالاولـي الأحد 15 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

هل تصفح عني يا صاحب السمو؟!
عرفت خبر وفاته وانتقاله إن شاء الله إلى جنة الخلد مثل كثير من الناس، وجهزت نفسي لتعزية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الشمس الساطعة في الكرم والوفاء وعضيده سمو الأمير سلمان فقد انتظره سمو الأمير سلطان في المطار وحين حضر اصطحبه الى قصره في المعذر وأمام قصر سمو الأمير سلمان احتشدت جموع غفيرة من الناس تريد أن تعزي سموه في وفاة الأمير فهد ورأيتهم يدخلون بشكل ويعودون بشكل آخر رباه من المعزى سلمان؟ أم الناس الذين يدخلون عليه؟ وعرفت أخيراً أن الناس ذهبوا ليواسوه فعادوا مواسين لأن الأمير فهداً كان ابنا لهم وأخا لهم وهو الرمز بالنسبة لهم في كرمه ووفائه ودماثة أخلاقه وتواضعه وحبه للناس وحبهم له وهم الذين يجب أن يُعزوا فيه )بضم الياء( ولم أستطع الدخول وعدت أدراجي ماذا حصل؟ سألت نفسي ولم أجد الجواب، وفي اليوم الثاني تكررت محاولاتي ولم أستطع الدخول أيضا لقد كان هناك شيء ما يحول بيني وبين ما أريد، 3 أيام لم أستطع أن أعزي الأمير سلمان رغم أن الصغير والكبير كانوا هناك انها محاولات فاشلة في عزاء أميرنا أمير الرياض، أمير القلوب، وعرفت أخيراً أنني الذي يجب أن يعزى.. أنا الذي يجب أن يقال لي )أحسن الله عزاك(، فكيف لم ألتق بهذا الأمير الذي حضر لتعزية والده الملايين من الشرق والغرب والشمال والجنوب؟ كيف عرفوه ولم أعرفه وأنا ابن وطنه؟ هل سيصفح عني؟ ليتني أعلم ذلك حتى يطمئن قلبي ولكني سوف أرى صورته في أعين الناس في أعين المساكين والفقراء والمرضى والثكالى الذين عرفوه عن قرب، لأنه هو الذي اقترب منهم، فقد كانت هناك حبال طويلة بينه وبينهم مدها لهم ولازالت باقية حتى بعد وفاته، وعرفت لماذا أحبته هذه الجموع الهائلة وكيف اجتمعوا على حبه، إنه حب الوالد وحب الابن وحب هذه العائلة المالكة الكريمة التي وحدت البلاد ووحدت القلوب وعلمت الناس أن الحكم بالحب وليس بالقوة وليس هناك أبلغ من هذه الصور التي رأيناها أيام العزاء. انه التلاحم الفريد بين شعب وحكومة تحكم بالحب والشريعة والوفاء والعطاء. وأخيراً أتمنى من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان أن يصفح عني ويقبل تعزيتي بالقلم بعد أن فشلت جوارحي فلكلٍ طاقة فقد كنت أنتظر من يقول لي أحسن الله عزاك.
ابنكم/ عبدالله سعود العصيمي
الخطوط السعودية الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved