أصحا الفؤاد تُراه أم هو ما صحا
من هول ما أمسى بنا أو أصبحا
فتن تحيِّر كل ذى لب. لها
صارت جميع بلاد قومي مسرحا
ومصائب حلَّت وجلَّت كثرة
حتى رأيت النبت منها صوَّحا
هذي تحل ولم يزل أثر التي
من قبلها حلَّت هنالك ما امّحى
ما إن تجف دموعنا من نكبة
حلَّت بنا حتى تعود فتسفحا
ونوازل ما ان تجف دماؤنا
من بعضها حتى نعود فنُذبحا
لماَّ تَزل فينا مصيبة بوسنة
وإذا بشيشانٍ تكون المطمحا
فيُرى يلتسين يالهول جموعه
يغزو بها الشيشان في رأد الضحى
يبغي بها العربيد وأد كرامة
للمسلمين بها. بهذا صرَّحا
أو ما كفاه الخزي في أفغاننا
لما تولَّى هارباً مترنِّحا
لكن سقته الأسد كأساً مُرَّةً
أخرى فكابر إذ أبى أن يجنحا
والهند في كشمير جاوز ظلمها
كل الحدود فهل له أن يُكبَحا؟
ماذا أعدِّدُ والدواهي جمَّة
لن أستطيع لكلها أن أشرحا
فبكل أرض هجمة فتاكة
فيها يقابل أعزل متسلِّحا
كفر تجمَّع ضدَّنا مستعلياً
ما خاف. ما رحم الضعاف وما استحى
ينوي بنا شرّاً أو احسب أنه
فيما يريد بقومنا قد أفلحا
أمر دهى الاسلام في أبنائه
فأقضَّ مضجعهم وجفناً قرَّحا
يا أمة عبث البغاث بأرضها
وأبت بلابلها بها أن تصدحا
يا أمة سخر البغاة بدينها
إن القضاء عليك صار مرجَّحا
إن لم تعودي للطريق بسرعة
فلقد تنكَّبت الطريق الأوضحا
ومشيت خلف القوم في عميائهم
وعصيت من قدقام فيك لينصحا
وأبيت إلا ذلة ومهانة
وخسارة إذ لم تريدي المربحا
ماذا جنيت سوى الشقاء وقد غدا
يومي به من يوم أمسٍ أقبحا؟
ماذا جنيت وقد سعيت إلى الردى
إلا يداً شُلَّت ووجهاً كالحا؟
يتقاسم الأعداء أرضك دون أن
يلقوا عن الوطن السليب منافحا
أوضاعنا ساءت لأن عدوَّنا
فينا المطاع ولا نطيع الناصحا
ولأن سكرتنا تمدَّد ظلها
وسط القلوب وقد أبت أن تنزحا
شُجعان فيما بيننا أمَّا على
أعدائنا ما إن نذلَّ ونصفحا!
يا قوم إن الأمر أصبح مُعْضلاً
يحتاج حلاً شاملاً ليُصحَّحا
يحتاج صدقاً في العلاج وهمَّةً
وعزيمةً وتكاتُفاً وتصارُحا
ما بال باب للصراحة مغلقاً
والأمر يوجب بيننا أن يُفْتحا؟
فالذُّلُّ أغرقنا إلى آذاننا
والخوف جلَّلنا وأصبح كاسحا
فمتى نفيق من السبات؟ فإنه
قد صار أمراً مخجلاً بل فاضحا