| الاخيــرة
إلى الوالد الأمير سلمان
أحسن الله عزاك وعظم الله أجرك في الفقد الفادح لابنكم البكر الأمير فهد
أحسن الله عزاء والدته وعظم الله أجرها
كما أحسن الله عزاء الدرعية وهضبة نجد وما ترامى من أطراف البلاد
وأكرم الله مثوى الفقيد وتغمده برحمته
لكل أجل كتاب والموت حق وكل نفس ذائقة الموت ولا اعتراض على إرادة الله. ومع ذلك فللموت سلطان ورهبة، ولخبره عندما يتخير أحداً من الأحباب مذاق اجتثاث القلب من بين الضلوع وطعم اقتلاع العيون من الوجه ونكهة موت أطرافنا ونحن بعد أحياء بما لا يقوى على مجاهدة آلامه المبرحة وطعناته العميقة إلا أولئك الذين حباهم الله حلاوة الإيمان وجملهم بنعمة الصبر.
ورغم ان مصاب الأمير سلمان في ابنه البكر قد لف حوله أبناء وبنات البلاد وخاصة أهل الرياض الذين عرفوا سلمان منذ أن وعوا أميراً للرياض ويعرفون ما يتقاسمه معهم من حب حر هذه المدينة وبردها إلا انه لابد سيشعر وعلى ما يصله يومياً من مئات كلمات العزاء بمدى عجز كلمات العزاء وإعلاناته وبرقياته عن إطفاء شرارة واحدة من جمر حريق الرحيل المفاجئ لشعرة الفؤاد، لابد ان عاشق الرياض يشعر في مجلس لايضم فهد ولا يتوقع طلته في أي لحظة ولو ضم المجلس ألوف المعزين والمواسين بأنه وحيداً تحرث روحه رياح الحزن من كل اتجاه وتعيث في صوره اظلاف الفراق الابدي وأنياب وحشة رحيل الابن الغالي.
وحده الأمير سلمان اليوم وأولئك الآباء والأمهات الذين فقدوا أبناءهم في صخب أو صمت الصروف يتوحدون في مشاعر لافحة لا ظية وإن تصبروا. ينثنون على جراحهم وسط المعزين ويتسترون على دموع عيونهم شيمة وإباء.
اما بعد ان تنفض جموع المعزين
وتخفت ما في الخارج من أضواء
فإن جذوة الفجيعة تعود للتوهج والاستعار من جديد كلما خطر طيف الغائب أو لاحت ذكراه في محاولة شرسة لقهر الغياب.
ولمثل هذه اللحظة الحارقة صبراً جميلاً يا أبا فهد وبالله المستعان.
لك أصدق العزاء وللفقيد خالص الدعاء ولله الامر من قبل ومن بعد.
|
|
|
|
|