| محليــات
*
* الرياض الجزيرة:
بتوجيه من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ تواصل اللجنة التحضيرية لملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي الذي سيعقد في المدة من التاسع عشر من شهر جمادى الآخرة المقبل الى الحادي والعشرين منه 1422ه الموافق للسابع من شهر سبتمبر الى التاسع منه 2001م، في كوبنهاجن بالدنمارك، تحت عنوان: «المؤسسات الإسلامية في مجتمع الجاليات والأقليات نظرة مستقبلية»، تواصل اجتماعاتها برئاسة الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي، لمتابعة سير الخطط والبرامج الموضوعة للملتقى.
وأوضح سعادة رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدكتور عبدالرحمن بن سليمان المطرودي ان اللجنة التحضيرية للملتقى الذي يقام على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الخاصة، قد بدأت اعمالها فور اعتماد معالي الوزير لها، مؤكداً ان تنظيم ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي، في كوبنهاجن بالدنمارك، يأتي من منطلق الرعاية والاهتمام الكبيرين اللذين يوليهما حفظه الله لجميع اوجه العمل الإسلامي، وفي مجالات الدعوة الى الله تعالى، ودعم ومؤازرة الجاليات والأقليات الإسلامية في العالم، وكذا الاهتمام بشؤون المسلمين في سائر انحاء الأرض.
وأكد الدكتور المطرودي في السياق نفسه ان رعاية خادم الحرمين الشريفين أيده الله ، وعنايته بالمسلمين في كل جزء من هذه المعمورة هي منطلقات لا تقوم على المصالح والمكتسبات ولا على المقايضة، وإنما تنطلق من واجب الاخوة الإسلامية، فهو يؤكد رعاه الله على الدوام ان ذلك واجب تفرضه علينا عقيدتنا السمحة وشريعتنا الغراء.
وأبان رئيس اللجنة التحضيرية ان ما تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد من دعم ومساندة للمسلمين في مشارق الارض ومغاربها من خلال العديد من القنوات، منها إقامة مثل هذه الملتقيات الإسلامية الثقافية، لان الهدف الذي تسعى الى تحقيقه المملكة بتوجيه من الملك فهد المفدى في مجال الدعوة والعمل الإسلامي انما هو خدمة للإسلام والمسلمين، ونشر الدعوة الصحيحة بالطرق والوسائل الشرعية، لهذا كان التعاون مع المسلمين في الخارج ومنظماتهم ومؤسساتهم الإسلامية محل اطمئنان وترحيب الدول التي يقيم فيها المسلمون «جاليات أو أقليات»، لان منهج المملكة في العمل يعتمد على الوضوح والصراحة والعمل من خلال القنوات الرسمية الواضحة.
وقال الدكتور المطرودي: ان نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء والمعالي وعدداً من الشخصيات الإسلامية سيشاركون بمشيئة الله تعالى في أعمال الملتقى، وستكون هناك جلسات صباحية ومسائية في الملتقى، اضافة الى المحاضرات المصاحبة لذلك.
واشار سعادة رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الى ان ملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي في كوبنهاجن بالدنمارك يتضمن سبعة محاور رئيسة هي:
المحور الأول: بعنوان «المؤسسات الإسلامية ومسؤولية التواصل، ويبحث في ثلاثة موضوعات هي: أ التواصل مع العالم الإسلامي: «مفهومه، ونظرة مستقبلية في اهدافه ووسائله وضوابطه، واقتراح مجالاته وبرامجه».
ب تواصل المؤسسات الإسلامية فيما بينها: «مفهومه، ونظرة مستقبلية في اهدافه ووسائله وضوابطه، واقتراح مجالاته وبرامجه»، ج التواصل مع المجتمعات المحلية التي تعمل فيها : «مفهومه، ونظرة مستقبلية في اهدافه ووسائله وضوابطه، واقتراح مجالاته وبرامجه».
اما المحور الثاني: فيتناول موضوع: «رسالة المؤسسات الإسلامية في تأصيل المنهج المعتدل»، ويبحث في ثلاثة موضوعات، هي: أ أصول المنهج المعتدل في العلم والدعوة، ب المنهج المعتدل: «ضرورته، وأثره في رسالة المؤسسات الإسلامية»، ج ملامح المنهج المعتدل، واثر وسطيته في حياة المسلمين، ويناقش المحور الثالث: «واجب المؤسسات الإسلامية في نشر العلم الشرعي»، ويتفرع عنه ثلاثة موضوعات هي: أ مكانة العلم الشرعي، والحاجة اليه، ومصادر تلقيه، وطريقة تحصيله، ب مسؤولية الفتوى الشرعية، وضوابطها وأثرها في رشاد الأمة، ج الحاجة الى المرجعية الشرعية الصحيحة، وواجب المؤسسات الإسلامية في تحقيقها.
وبالنسبة للمحور الرابع: فيتناول: «وظيفة المؤسسات الاسلامية في المحافظة على هوية الجالية الإسلامية»، وتناقش ثلاثة موضوعات هي: أ الأهداف والوسائل: نظرة في تطويرها، ورعاية التخصص فيها، ب ضوابط وضع الخطط والبرامج وتحديد الأولويات، واقتراح مجالات جديدة، ج أثر التنسيق والتعاون بين المؤسسات الإسلامية في المحافظة على الهوية الإسلامية.
والمحور الخامس، يناقش موضوع: «الدراسات المستقبلية في مجال تطوير المؤسسات الإسلامية»، ويبحث في موضوعين هما: أ اهميتها وفائدتها، ب آلياتها، وتطبيقات عملية فيها، اما المحور السادس فعبارة عن ندوة عن المؤسسات الإسلامية ومستجدات العصر «الأهمية، المجالات، البرامج، التطبيقات»، يبحث في أربعة موضوعات هي: أ الإنترنت، ب البرامج الحاسوبية، ج الفضائيات، د العولمة.
ويناقش المحور السابع والأخير: «مسألة المؤسسات الإسلامية والصعوبات التي تواجهها»، وذلك في ندوة مفتوحة تعقد لبحث أبرز المشكلات التي تواجه المؤسسات الإسلامية، وتطرح فيها الحلول المناسبة، كما يتناول البحث توصيف المشكلة، وعرضاً لنماذج واقعية مع طرح الحلول المقترحة، وتبحث الندوة تلك ثلاثة موضوعات هي: أ النظام «مكانته، فاعليته، صياغته»، ب الموارد المالية والنفقات: «المصادر، التنمية، حسن الإدارة»، ج التنظيم والإدارة: «التأهيل، توزيع الصلاحيات، ورعاية التخصص، والاستقرار الإداري»، د التخصص في أعمال محددة «أهميته، ضوابطه، آثاره».
وفي ختام تصريحه سأل سعادته الله الكريم ان يجزل المثوبة لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو النائب الثاني، وان يكتب حسنات ذلك في موازين اعمالهم، كما شكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء جهوده الخيرة في هذا المجال ومتابعته له، وان يوفق الله كل القائمين على هذا العمل الإسلامي الجليل، وشكر معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على ما تلقاه اللجنة التحضيرية واللجان الفرعية من توجيه ودعم ومساندة مكنها من أداء مهامها على الوجه المطلوب.
ومن جهته، اكد سعادة الاستاذ سلمان بن محمد العُمري عضو اللجنة التحضيرية للملتقى ان تنظيم الوزارة لملتقى خادم الحرمين الشريفين الإسلامي والثقافي في كوبنهاجن بالدنمارك هذا العام هو استمرار لاهتمام المملكة بقيادة الملك فهد بالإسلام والمسلمين، والدعم المتواصل الذي تجده الوزارة الفتية من لدن الملك المفدى متعه الله بالصحة والعافية ورعايته الدائمة لكل ما من شأنه يخدم أبناء الأمة الإسلامية في شتى أنحاء العالم، مضيفاً ان هذا الملتقى هو الخامس الذي تشرف الوزارة على تنظيمه، حيث أقيمت الملتقيات السابقة في جبل طارق، وادنبرة، وبروكسل، وبودابست، وهذا العام في كوبنهاجن.
وقال سعادته: ان تلك الملتقيات العلمية التي تنفذ على نفقة خادم الحرمين الشريفين الخاصة تأتي استشعاراً منه أيده الله لحجم المسؤولية وعظم الدور القيادي للمملكة باعتبارها مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وبلاد الحرمين الشريفين، مما جعل ولاة الأمر يسخرون جل امكاناتهم المادية والبشرية لخدمة هذا الدين العظيم في شتى المجالات منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه الذي غرس في أبنائه واحفاده حب العمل والتفاني في خدمة الدعوة الى الله بشتى الوسائل، فكان ان ساروا على هذا النهج المبارك.
وأكد سعادة الاستاذ سلمان العُمري ان خادم الحرمين الشريفين بتوجيهه المستمر لابنائه ورجال دولته كل في موقعه واختصاصه في مختلف القطاعات الحكومية والأهلية بما يحقق الخير لأبناء المسلمين، ليظهر بوضوح الدور الرئيس والريادي الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في الاهتمام بشؤون الأمة الإسلامية، مشيراً الى ان هذا الملتقى المتجدد كل عام ما هو إلا ثمرة طيبة من هذه الثمار المباركة.
وأبان العُمري ان لهذه الملتقيات قيمة عظيمة في نفوس المسلمين، لأن المعد له والقائم عليه ولاة الأمر في ارض الحرمين، وهم القيادة المباركة التي تولي عنايتها بالمسلمين في جميع أنحاء المعمورة، وفي بلدان أخرى بخاصة الذين يدركون ان الاهتمام بشؤونهم يأتي دائماً من أعلى المستويات القيادية في ارض الحرمين، والتي توجه بتأمين افضل الكوادر والإمكانات لما يحقق لهم النفع والخير لهم في أمور دينهم ودنياهم بإذن الله ، فهم ينظرون الى هذا الملتقى على هذا المستوى الرفيع من الأهمية والخير بإذن الله .
وقال سعادة عضو اللجنة التحضيرية، ورئيس اللجنة الإعلامية بالملتقى في السياق نفسه : وما من مجتمع إسلامي إلا ويتطلع الى مثل هذا الملتقى المبارك لما يحققه من نفع وخير كبيرين بمشيئة الله تعالى ، ولما يعلمونه من حرص شديد لولاة الأمر في المملكة العربية السعودية بتوفير كافة الامكانات البشرية والمادية لانجاحه، وتحقيق الفائدة التي ينعقد من اجلها، مشيراً الى ان لهذا الملتقى وجهين ناصعين، وجه حضاري يدل على استشعار ولاة الأمر في ارض الحرمين الشريفين بوجوب الوجود حيث اخوانهم واخواتهم وابناؤهم وبناتهم من أبناء الأمة الإسلامية، لمناقشة أمور تهم جميع جوانب حياتهم الدينية والدنيوية، ووجه لمعرفة مواطن الحاجة والبدء في معالجتها.
وأكد سعادة الأستاذ سلمان العُمري ان المجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم خاصة الأقليات التي تعيش في دول غير إسلامية لتنظر الى مثل هذا الملتقى بعين الرضا واللهفة، الرضا بهذا التجمع الكبير المبارك الذي يشعرهم بالانتماء، وبأن اخوتهم في ارض الحرمين معهم اينما كانوا بإذن الله مؤمنين بأن القيادة المؤمنة المخلصة في المملكة العربية السعودية لا تألو جهداً في جمع كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم، وتصحيح مساراتهم، وقضاء حوائجهم.
ووصف سعادته تنظيم المملكة للملتقيات والمنتديات الإسلامية، والدورات الشرعية كل عام في عدد من المدن والعواصم العالمية بأنه مفيد وله أثر كبير في النهوض بمستوى اداء الجاليات الإسلامية في أوروبا، معرباً في الوقت ذاته عن يقينه في ان الأبحاث والدراسات التي ستقدم وتناقش خلال فعاليات الملتقى سيكون لها إن شاء الله دور كبير في إبراز الثقافة الإسلامية للجاليات المسلمة في أوروبا.
ورفع سعادته شكره وتقديره للقيادة الراشدة على دعمها ومؤازرتها للعمل الإسلامي قاطبة، وفي بلدان الأقليات المسلمة خاصة، مشيراً سعادته الى انه في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، ومنذ توليه مقاليد الحكم طوال العشرين عاماً الماضية جعل همه الأكبر خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم بتقديم العون المادي والمعنوي لهم من بناء المساجد والمراكز الإسلامية، وطباعة الكتب، وايفاد الدعاة والمدرسين والأئمة، وبناء المدارس الإسلامية، ومساندة المسلمين في قضاياهم المختلفة، مبيناً ان الدعم المادي الكبير منه أيده الله هو تبرع خاص إيماناً منه بأهمية هذه القضايا.
كما أكد الاستاذ سلمان العُمري ان وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد وبتوجيه مباشر من معالي وزيرها الشيخ صالح آل الشيخ تحرص كل الحرص على دراسة واقع الحال للمسلمين من خلال اللقاءات والدراسات العلمية، وان مجتمع الأقليات المسلمة بحاجة للمتابعة الدائمة وبشكل مستمر لايجاد الحلول وآليات العمل، حتى لا تنعكس النتائج السلبية لتلك الاشكاليات على واقع المسلمين عموماً في تلك البلدان، وخصوصاً انهم يمثلون نموذجاً مصغراً عن المجتمعات الإسلامية وعن الإسلام عموماً.
وقال عضو اللجنة التحضيرية ورئيس اللجنة الإعلامية للملتقى: ان من الأساسيات التي تسعى الملتقيات للتعامل معها قضية تعميم صورة الإسلام في الغرب وبشتى السبل والوسائل، وهذه بالطبع قضية محورية أساسية، وهي بحاجة لجهد دؤوب، ولتضافر الجهود والأعمال كلها وعلى مدى طويل وضمن خطط مديدة، لان تبديل ما انطبع في العقول يحتاج للكثير من الوقت والعمل، والوصول الى الصورة الصحيحة عن الإسلام ليس بالأمر السهل أو الهين، فهذه الصورة تشوهت بقصد أو من دون قصد.
وشدد سعادته على ان مشاركة حشد كبير من العلماء والباحثين المتخصصين والمفكرين في الملتقى لدراسة وتقصي واقع تلك المؤسسات الإسلامية، وجعلها محاور أساسية للنقاش المفيد والحوار النافع بين أصحاب الفكر والرأي وحملة لواء الإسلام لهو الخير كل الخير، ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وهي محرك التنسيق والتنظيم لهذا الملتقى الذي ما لبثت تكرس جهدها ووقتها ودعمها لكل ما فيه نصرة الحق، ورفع لواء الإسلام عالياً، ودعم قضايا المسلمين، ورفع شأنهم بمتابعة واشراف مباشر من لدن معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، داعياً سعادته في الختام الله ان يبارك في جهود معاليه، ويسدد خطاه الى ما فيه خير الإسلام والمسلمين.
|
|
|
|
|