| المجتمـع
* تحقيق ابراهيم المعطش :
تزداد ظروف الحياة قسوة وتكثر المطالب، لذلك يضطر الشخص للبحث عن مصادر دخل اخرى، وفي ظل هذا الموضوع نجد الكثير من الشباب وغيرهم يبحثون عن «وظيفة اضافية» أو «مساندة» من اجل المساعدة في التغلب على ظروف الحياة.
كما أن معظمهم يبحث عن العمل الاضافي من أجل شغل وقت الفراغ وفتح مدارك عقله ... في هذا التحقيق ... نسلط الضوء على هذا الموضوع ومدى فائدته للشخص.
لا أعاني من الفراغ
في البداية يقول أحمد حسن الناجم انه يعمل في احدى الوزارات على «بند الأجور» وراتبه لا يتجاوز «2000» ريال رغم انه متخرج من الثانوية العامة ويملك شهادات دورات، لكنه رضي بهذه الوظيفة المؤقتة..
ويضيف: لأن الحياة أصبحت امورها صعبة جدا لذلك حاولت ان ابحث عن وظيفة مساندة والحمد لله وجدت وظيفة في احد الفنادق هنا في الرياض ورغم ان العمل فيه مرهق حيث اعمل ما يقارب «8» ساعات إلا انه لذيذ في نفس الوقت يدر مالاً جيداً مما اعانني كثيرا على ظروف الحياة وعدل من وضعي الذي كنت اعيشه، وفي نفس الوقت اصبحت لا اعاني من الفراغ الذي كنت اعيشه.
وهذه الوظيفة ساعدتني على كسر الروتين في الوظائف الحكومية التي لا تعتمد على مهارات اخرى كما انها عودتني على الانضباط وتنظيم الوقت حيث تبدأ الوظيفة من الساعة الخامسة عصرا الى الواحدة ليلاً، والحمد لله اعتقد اني وجدت نفسي في هذه الوظيفة واحببتها كثيراً.
توفير متطلبات الحياة
عن موضوع العمل الاضافي يقول منصور الرويلي:
اعتقد ان الاعتماد على وظيفة واحدة لا يوفر حق متطلبات الحياة من سيارة وبيت وفواتير وامور اخرى، لذلك فأنا اعمل في احدى المؤسسات الحكومية في الصباح براتب وقدره «5000» ريال، تصور عائلة مكونة من ستة اشخاص كيف لها ان تتم تلبية احتياجاتها ب«5000» ريال، لذلك حاولت زيادة دخلي فعملت في احدى المؤسسات التي تعمل في مجال الكمبيوتر كمسؤول للعلاقات العامة براتب قدره «4800» ريال، وهذا ساعدني كثيراً على ان تتغير حالي حيث استطعت توفير كل متطلبات اسرتي وبعض الحاجات التي كنت اتمناها سابقاً ويمنعني عنها قلة المال استطعت توفيرها.
كما ان هذه الوظيفة ساعدتني على ان اكون شخصية مختلفة وكمسؤول للعلاقات العامة اصبحت اكثر لباقة حتى تصرفاتي تغيرت.
متعة كبيرة
كما يرى علي الصالح أن «العمل الاضافي» له مردود ايجابي من جميع الجهات فبغض النظر عن المردود المادي فانه يجعل منك شخصاً قادراً على ابراز مواهبك مثلا انا اعمل مندوب مبيعات وهذا يجعلني اقدم مواهبي من اجل اقناع الآخرين بما اريد بيعه.
من جهة اخرى اعتقد ان العمل الاضافي يحسن من وضعك الاقتصادي ويبعدك عن العيش في الفراغ بل استغلاله في شيء امثل،
وأجد متعة كبيرة في هذا العمل بل يجعلني اعيش اجواء اخرى معتمداً على قدراتي الشخصية.
وهنا ادعو الشباب الى ان يبحثوا عن وظائف مساندة لأنها تزيد من تفتح اذهانهم وتوسيع مداركهم والاعتماد على النفس في هذا الامر.
فوائد كثيرة
ويؤيد عدنان الفهد موضوع «العمل الاضافي» لأنه يرجع للشخص بفوائد كثيرة، لاتعد ولا تحصى اقلها ان الشاب الذي يبدأ حياته العملية وعنده احساس انه طيلة الوقت لديه عمل يصرفه عن التفكير في امور كثيرة، فبعض الشباب اليوم تجدهم يتسكعون في الشوارع «لا شغل ولا مشغلة» وهذا كله بسبب عدم التفكير الجدي في البحث عن وظيفة «مسائية» تكون عوناً في امور كثيرة،
والشاب الذي يجد وظيفة تجد لديه اهتمامات اخرى بعيدا عن اهتمامات الشباب العامة او التي تسودهم حاليا مثل بعض الامور التي يقومون بها لمجرد قضاء الوقت كلعب البلوت أو «المحادثات الليلية» او الاجتماعات في المقاهي او امام «الستلايات» ولو فكر الشاب لوجد انه يقضي وقته بلا فائدة، بينما الشاب الذي يعمل في «وظيفة مسائية»تجده يحس بالمسؤولية وعنده من الامور ما يجعله واثقاً في قدرته.
سألنا عدنان عن الوظيفة التي يعمل بها فأجاب:
في الصباح اعمل مدرساً ورغم ان البعض يعتقد ان وظيفة التدريس مملة ومتعبة ولا يجد الشخص وقتا لها، كل هذا «كلام فارغ» فبمجرد تنظيم الوقت يستطيع الشخص القيام بأعمال كثيرة، والمدرس خاصة يجد شهرين متصلين عطلة واعتقد انها مدة طويلة لذلك فأنا استغل هذه العطلة في عمل اضافي، وانا اعمل في شركة للدعاية والاعلان حيث انني المسؤول عن استقبال الطلبات والتوجيه ومتابعة انجاز العمل، وهذا اضاف لي الكثير، حيث امتلك خبرة كبيرة في هذا المجال وبإمكاني الآن افتتاح محل مشابه لأني اجد القدرة في ذلك.
مشغول
خالد السحيم يقول عن هذا الموضوع .... كنت أحب أن يقول عني الآخرون «خالد» مشغول، منذ الصغر لأن هذه الكلمة تعطي انطباعاً أن هذا الشخص المشغول مهم في الحياة، وبالفعل بحثت عن شيء يجعلني مشغولاً واي شيء اكتشف انه سيجعلني مشغولاً اسلكه، لذلك ومنذ ان بدأ افتتاح معاهد الكمبيوتر والتدريب وانا انتقل من دورة إلى دورة ورغم اني انجح وبتقديرات عالية إلا أني اعود وابحث عن دورة مشابهة، وبعض الأحيان أجدد في الدورات لمجرد التجديد، ومع كثرة تواجدي في هذه المراكز ومع تميزي عرض عليًّ أحد اصحاب المراكز أن أعمل في معهده براتب مغر ووافقت، كل هذه القصة التي سردتها لكي أوضح أن حبي لكلمة مشغول هي التي أدت بي إلى هذا الأمر. مع العلم أن هذا العمل «أوفرتايم» ولكن يبدو أنه سيكون الأساس عندي.
|
|
|
|
|