كلنا سلمان في جمرة فراق الفقيد
وكلنا قلبٍ رجف بالذهول لما دهاه
وقفت غصة فراق الفهد وسط الوريد
وسدت دروب النفس والحناجر واللهاه
ما على همي ولا الحزن بالخافق مزيد
ومن بكى غاليه ما احدٍ يلومه في بكاه
تاقف الدمعة دقايق وتبدا من جديد
كن دمعي من غلا سيدي يركض وراه
وصار دمعي يفتح الدرب لبيوت القصيد
المشاعر نبت والحزن بالدمع يغذاه
الفقيد انسان كلٍ بما قدم يشيد
ما رجع بالضيق والهم محتاجٍ نصاه
فاتحٍ قصره وقلبه وعينه ما تحيد
عن سبيل الخير لو كانت الجوزا مداه
شاملٍ بالعطف قلب الموالي والبعيد
خير ربي عن الشح بايمانه حماه
شاربٍ من طيب سلمان طيبٍ به تليد
وماشيٍ دربٍ ذرا نجد من قبله مشاه
قاصدٍ في ما عطى الأجر في يوم الوعيد
ولو سبق موته ضعيف طلب روحه عطاه
رافقه حسن العمل للحد ما هو وحيد
والدعا من كل من سمع في موته تلاه
واعسى الجنة مقره ومثواه الاكيد
خالدٍ فيها سعيدٍ بما ربي جزاه