| تحقيقات
* الرياض - عبد الله العماري:
بين أصوات أبواق السيارات والدخان المتصاعد من عوادمها لمحت وجهاً شاحباً في وسط الزحام تحت أحد كباري شارع البطحاء دفعني فضولي لاقترب منه فوجدت رجلاً طاعناً في السن ارتسمت على وجهه صورة الشقاء التي عاناها في حياته وهو يضع فراشاً له على الشارع وبعض كاسات الشاي والماء وغيرها متخذاً منه مسكناً له، ، دفعني فضولي لأحدثه فعرفته بنفسي وسألته عن اسمه فأجاب بأن اسمه ترسل محمد وعن عمره فهو يبلغ من العمر ستة وخمسين عاماً تقريباً حسب قوله وأوضح انه مقيم في المملكة منذ عام 1367ه أي ما يقارب الخمسة والخمسين عاماً ويبدو أنه لم يكن متأكداً من التاريخ تماماً،
رحلتي إلى المملكة
قدمت مع أهلي وكان عمري حينها خمس سنوات حيث قدمنا من تركستان الشرقية واستغرقت رحلتهم من هناك الى المملكة حوالي 18 شهراً،
وعند سؤالي له منذ متى وأنت تقيم هنا «تحت الكوبري» أجاب بأنه هنا منذ منتصف عام 1423ه فقاطعته بأننا الآن في عام 1422ه فأجاب ان كثرة السنين جعلت الأمر يختلط عليه بعدها قربت له الأمر حتى أوضح لي أن له سنة ونصف تقريباً،
وعن كونه يتسلم مساعدات من الجمعيات أجاب بانه لا يحصل على شيء وهو يعيش على مساعدات المارة وأصحاب المحلات المجاورة «لكوبري البطحاء» وعن وجود أقارب له أجاب بان له أختاً ولكنه لا يعلم لها أي مكان ويتمنى أن يراها أو يجدها،
وعن الأغراض التي يحملها أوضح أن لديه عربة لحمل البضائع وبعض الملابس ولعبة أتسلى بها في بعض الأحيان وعن ازعاج السيارات وأصوات أبواقها بين انه تعود عليها،
أما عن كونه عمل من قبل أو ضح انه عمل عدة أعمال لفترات متقطعة لكنه لا يتذكر أياً منها وعن امنياته تمنى أن يكون له منزل يستره حتى يأخذ الله أمانته وذلك على حد قوله،
|
|
|
|
|