| عزيزتـي الجزيرة
ü الزواج سنة من سنن المولى عز وجل في هذا الكون العظيم.. ولا ينكره الا انسان ظالم لنفسه أو شخص غير سوي.. وفي الحقيقة ان كل انسان ينظر الى هذا الزواج من وجهة نظره الشخصية البحتة ومن خلال منظاره الخاص به سواء أكان ذلك المنظار وردياً جميلاً أو كان ذلك المنظار أسود قاتماً. كذلك من خلال سعادته او تعاسته من ذلك الزواج.. البعض يرى بأن الزواج نعمة من المولى وهؤلاء يعيشون قمة السعادة أو يكادون.. والبعض الآخر يرى بأن هذا الامر هو قمة التعاسة والشقاء وقتل للطموح ودفن للموهبة والابداع.. وهؤلاء يعيشون المرارة والحرمان والقهر الذاتي.. ولكن هؤلاء الناس بالرغم من ذلك يرون بأن الزواج )شر لابد منه( حسب وجهة نظرهم واعتقادهم.. ولكن مهما اختلفت الآراء وتعددت وجهات النظر في هذا الموضوع فإن الزواج يبقى أمراً ضرورياً ومهماً لكل انسان قادر وسوي وذلك لاعتبارات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها ولسنا بصددها الآن.
ومن خلال هذه المقدمة البسيطة نستطيع ان نقول بأن الحياة الزوجية بين أي زوجين في الدنيا لا تخلو من منغصات ومكدرات ومعوقات وصعوبات وفي الوقت نفسه لا يمكن ايضا ان تخلو من لحظات سعادة رائعة وهناء وصفاء وتعاطف ورحمة بين الزوجين.. اذن الحياة الزوجية هي خليط بين هذا وذاك وربما لا تصلح الا بذلك.. هناك من المشاكل ما قد تمر مرور الكرام ويسهل حلّها وتعتبر ملح الحياة الزوجية وطعمها الحلو.. وربما يعود الحال اجمل وافضل بعد الوصول الى حل سريع لتلك المشاكل.. ولكن هناك بعض المشاكل الزوجية للأسف تقوض عش الحياة الزوجية وتحيله الى جحيم لا يطاق ونار دائمة الاشتعال ولا يمكن ايجاد حل او حلول مناسبة لها مهما حاول الزوجان او الأقربون والاهل وبالتالي لا يمكن معها الا اللجوء الى ابغض الحلال عند الله.. وهو الأمر الذي لا مفر منه خصوصاً اذا استعصت الحياة بين الزوجين واستحالت.. من هنا ومن هذا المنطلق يسرني ان استعرض بعضا من تلك المشاكل الزوجية التي قد تحدث في كل بيت وبين كل زوجين وقد تهدم ذلك البيت وتفرق اولئك الازواج وربما كانت أيضاً كالضربة القوية احياناً والتي اذا لم تقصم ظهرك فإنها تزيده صلابة وقوة وتحملاً.
ü أسباب مشكلات الزواج: تتعدد أسباب مشكلات الزواج وهي كثيرة ومن أهمها:
الاسباب الحيوية كعدم التكافؤ الجنسي بين الزوجين أو العجز الجنسي لهما معاً او لاحدهما وكذلك العقم وعدم الانجاب ناهيك عن سن القعود والشيخوخة.. وهناك اسباب نفسية منها الخبرات الاليمة نتيجة لفشل خطبة او زواج سابق وسريع، او صدمات عاطفية او فقدان ثقة مصممة على الجنس الآخر بأكمله.. وكذلك الحرمان والجوع الجنسي رغم الزواج.. كذلك الملل والروتين والرتابة في الحياة الزوجية كذلك الخوف من الوحدة والعزلة كما في حالات الطلاق والترمل.. وزواج المراهقين الذين لم تنضج شخصياتهم بعد.. وعدم القدرة على تحمل المسؤولية.
ü أما الاسباب البيئية فهي كثيرة جداً ومنها العادات والتقاليد مثل زواج الاقارب وزواج البدل ووجود أفكار خاطئة أو خرافية لا أساس لها من الصحة.. وكذلك تأخير الزواج حتى تزوج الاخوات مثلاً والانشغال او الاستغراق بعمل معين او الانشغال بمهن يخشى معها عدم نجاح او استقرار الزواج كمن يتطلب عمله السفر الدائم والمتواصل والمبيت خارج منزله لفترات طويلة.. وهناك اناس قد يتخوفون مما يرون من زيجات فاشلة وكذلك اتخاذ صورة مثالية غير واقعية أبداً يعيش الفرد آملاً في تحقيقها حتى يفوته قطار الزواج مثلاً.. ناهيك عن المغالاة في المهور وتكاليف الزواج وكذلك عدم التوفيق في اختيار الزوج وكذلك العنوسة.. والإحجام والإضراب عن الزواج والتفاوت وعدم التكافؤ بين الزوجين في أي ناحية من نواحي الحياة كذلك التجارب قبل الزواج واضطراب العلاقات الزوجية لأي سبب من الأسباب كذلك الشك وسوء التفاهم وسوء المعاملة والشجار الدائم والطلاق والترمل والعزوبة بعد الزواج والزواج من جديد كذلك نقص الاخلاق والدين أو سجن احد الزوجين..
ü أهم مشكلات الزواج: هناك مشكلات ما قبل الزواج ومنها مشكلة اختيار الزوج عن طريق الصدفة او الاستجابة لأول طارق نتيجة تأخر الزواج وتكدس النساء غير المتزوجات.
ü مشكلات أثناء الزواج ومنها مشكلات تنظيم النسل وما يصاحبها من خلافات حول مداه ومدته وما يوافقه من اضطرابات نفسية وجنسية وكذلك العقم وما يصاحبه من اتهام كل طرف رفيقه بأنه هو السبب واللجوء الى الدجالين والمشعوذين.. كذلك الانفصال وشعور العاقر بالاحباط والحرمان والحسرة والحقد وتوتر الاعصاب.. تدخل الحماة والاقارب وما يصاحب ذلك من مشاعر الغيرة والخصومة والمكيدة.. ناهيك عن الاضطراب في العلاقات الزوجية مثل الليونة والقسوة الزائدة والهجران والغيرة الشديدة والشك والطلاق الانفعالي.. وكذلك مشكلات سن القعود والشيخوخة.
ü مشكلات بعد اتمام الزواج مثل الطلاق وما يصاحبه من مشكلات الاطفال والنفقة والترمل والعزوبة بعد الزواج وما يصاحبها من صعوبة التوافق والوحدة والقلق والهم والخوف والاضطرار للعمل لكسب العيش أو التقوقع داخل المنزل وكذلك الحاجة الى مساعدة الآخرين.. واحيانا الاضطرار للمعيشة مع الأولاد المتزوجين او المتزوجات معيشة الضيف.. وكذلك المشكلات والخلافات نتيجة التدخل وتنكر الاصدقاء والافراد مثل افراد اسرة الزوج المتوفى مثلاً للأرمل أو حدوث خلافات بسبب الميراث او الاولاد.. وكذلك الزواج من جديد وما يصاحبه من بقاء آثار للزواج السابق وأيضاً مشكلات الاولاد من الزواج الاول.
ü مشكلات عامة في الزواج مثل الزواج غير الناضج كزواج المراهقين ممن لم تنضج شخصيتهم اجتماعياً وانفعالياً وما يصاحب ذلك من تهديد خطير للحياة الزوجية وكذلك الزواج المتسرع وما يصاحبه من ندم وأسى.. ناهيك عن الزواج الجبري أو القسري وما يهدده من شقاء وبؤس وتعاسة.. وهناك أيضاً زواج المبادلة وزواج الغرض والزواج القائم على الغش والخداع.. وما يصاحب ذلك من حقد وآثار وانتقام او معرفة الحقيقة يوماً فتحدث الكارثة وكذلك مشكلات الزوجة العاملة وما يصاحب ذلك من مطالب وأعباء ومشكلات اسرية وهناك مشاكل اخرى مثل مشكلات الاضطراب النفسي لأحد الزوجين أو كليهما.
ü علاج مشكلات الزواج الارشاد الزواجي: نتمنى يوماً ان نرى ما يسمى بمراكز للإرشاد الزواجي وذلك لتقديم يد العون والمساعدة للمتزوجين قبل وبعد واثناء الزواج وذلك على ايدي أناس متخصصين علماً لضمان حسن الاختيار واتخاذ القرار الحكيم وعدم التسرع او الزواج غير الناضج.. كما ان هذه المركز تقوم بدراسة شخصية زوجي المستقبل بحيث يكونان الى حد ما متقاربين جسمياً وعقلياً واجتماعياً وحتى انفعالياً.. وكذلك لغرض اجراء الفحوص الطبية قبل الزواج ناهيك عن امكانية تحقيق التوافق الاستقرار ...
ü العلاج البيئي: ويشمل علاجاً للاسباب الاجتماعية لمشكلات الزواج وتصحيح كل ما يتعلق بشخصيتي الزوجين من الناحية الاجتماعية واسرتيهما.. كذلك الحث على ابراز اهمية الصدق والصراحة والاحترام والثقة المتبادلة وحسن الصحبة والعشرة ومراعاة الحقوق والقيام بالواجبات والمشاركة في السراء والضراء والمحافظة على الاسرار والمشاعر والكرامة.. وكذلك المساندة الفعلية في حالات الطلاق او الانفصال والترمل بحيث يمنع الطلاق او الانفصال بقدر الامكان او ان يتم في هدوء دون اللجوء الى الجهات الرسمية.. كذلك اكتساب التعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الاخلاقية.. وتنمية ضوابط الشعور بالمسؤولية الفردية والاجتماعية وتنمية الوعي والثقافة العلمية واخيرا الاهتمام بالتربية الزواجية ضمن عملية التربية والتنشئة الاجتماعية.
ü العلاج الطبي: ويشمل تقديم المعلومات الطبية السليمة وتصحيح المعلومات الخاطئة عن الوراثة والتناسل والعقم وتنظيم النسل وكذلك العلاج الطبي لحالات العقم والاجهاض المتكرر.. الخ.
عبدالرحمن عقيل المساوي
أخصائي اجتماعي الرياض
|
|
|
|
|