|
| عزيزتـي الجزيرة
من المبادئ الأساسية في التعامل مع الغير أياً كان )أخ صديق قريب زميل( الاحترام أولاً والتقدير له ومن ثم بعد ذلك حسن التعامل معه والوفاء له وإسداء النصح إليه عندما يراه على خطأ، على أن يكون هدفه الإصلاح لا غير، فلا يكون ذلك من باب النقد والتجريح وتلقف الزلات وإظهار مواطن الضعف والنقص لدى الآخرين فحسب.
إلاّ أن ذلك هو ما يعاب على كثير منا في زماننا هذا وتلك حقيقة لا نملك إخفاءها ولا نقدر على إنكارها مع الأسف، كما أن الكثير منا يقف منها موقف المتفرج العاجز واللا مبالي بضررها وخطورتها في نشوب الخلافات والضغائن بين من يمارسها وبين من يتلقاها أو يواجهها.
إنك تُكنّ لصديقك أو زميلك وتبدي له الحب والاحترام والتقدير وحسن المعاملة والرفقة سواء في ميدان العمل أو خارجه .
كما أنه قد يكن لك هو أيضا مثل ذلك أو أكثر إلاَّ أنّه لا يبدي لك ما ينبئ عن ذلك، وقد يكون ذلك نتيجة لعدم معرفته بأسس وأساليب ومبادئ التعامل السليم التي تكفل له بإذن الله كسب ود الآخرين ومحبتهم واحترامهم وتقديرهم له ومن ثم إسداء المعروف له والسعي في ذلك، فمثلاً زميلك في العمل والذي كما أسلفت كل منكما يعزّ ويقدر الآخر، وقد يكون عكس ذلك .
وهذا موضوع آخر يحتاج إلى تنقية وتصفية النفوس من الحقد والحسد والغيرة التي قد تشحنها وتدفعها إلى مثل ذلك الشعور تجاه الآخرين يسيء إليك التعامل وانتقاء الألفاظ المهذبة في حواره ونقاشه معك بقصد أو غير قصد معتبراً ذلك من باب المزاح أو الهزل، وقد لا تعلم أنت .
كما أسلفت حقيقة مشاعر ذلك الشخص تجاهك ومحبته لك من عدمها، فإذا كان يرى أن تعامله ذلك من قبيل المزاح فيجب أن يعرف أن مكان العمل ليس مجالاً للهزل والسخرية .
كما أن الناس ليسوا سواء من حيث تقديرهم لذلك المزاح ورغبتهم فيه وحساسيتهم تجاهه، فمنهم من يود ذلك ومنهم من لا يرتضيه، فاذا انتهت هذه الزمالة وابتعد كل منكما ثم التقيتما بعد فترة أظهر لك الاحترام والتقدير.
إنني شخصياً وهذا رأيي الخاص أحتاج لاحترام زميلي في ميدان العمل اكثر من أي مكان آخر حتى أكون أكثر راحة نفسية .
ومن ثم انتج بل وأبدع في عملي فالاستقرار النفسي شرط أساس لإتقان العمل والاندماج والابداع فيه، وان كان يرى ان تعامله ذلك من باب اظهار العداوة والكراهية للطرف الآخر فيجب إزالة ذلك كما أشرت في ثنايا حديثي .
قبل الشروع في الإصلاح والوعظ والإرشاد بأن يحكِّم كل منهما عقله ويصفي قلبه من مثل تلك المشاعر أحذاً من قوله تعالى :
)إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون(.
اللهم لا تفرق جمعنا ولا تشتت شملنا وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين والحمد لله رب العالمين.
عمر بن سليمان الشلاش
المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة القسم المتوسط
|
|
|
|
|
