| عزيزتـي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان معنى الاسرة في العرف الاجتماعي الشائع هو المجموعة الصغيرة المكونة من الزوجين والابناء.
واساس هذه الاسرة الزوجان المكونان من رجل وامرأة ، وهما اللذان يقومان بالدور الاساسي الفعال في التكوين والتنظيم والرعاية من البداية الى النهاية.
والمجتمع بعد ذلك مجموع هذه الاسر، وهي لبناته التي تقوم عليها وينمو بها،ويحصل له منها الامتداد الافقي حتى يصير شعباً، والرأسي حتى يظل تاريخاً لمن جاء بعده فالعناية بالاسرة والاهتمام بها واحاطتها بكل اسباب التكريم والتقويم له آثاره الكبيرة في المجتمع، خصوصاً اذا كان المجتمع يعيش في مجمله في نفس الاطار الذي تنشأ فيه الاسرة بدون ازدواجية في الشخصية الاجتماعية،وبدون تناقضات بين ما تتطلبه حياة الاسرة وبين ما يتفاعل في واقع المجتمع.
وقد اهتم الاسلام اهتماماً لا مزيد عليه بشأن الاسرة، واسس تكوينها،واسباب دوام ترابطها وادائها لوظيفتها على خير وجه واكمله، فما ترك القرآن الكريم والسنة المطهرة صغيرة ولا كبيرة يكون فيها سعادة الاسرة واستقرارها الا وبيناها تفصيلا، او بينا الاصل الذي تندرج تحته هي ومثيلاتها، ولم يكتف الاسلام بتوضيح الحقوق والواجبات التي لكل حيال الآخر والآخرين، فان ذلك وحده بالنسبة لاخطر نواة في بناء المجتمع لا يكفي، انما اهتم القرآن والسنة بوضع الاسرة كلها في بوتقة تنصهر فيها الاثرة والانانية وتذوب فيها صفات القهر والغلبة والقسوة،حتى تتبخر من حياتها، وتصفو من شوائب الكدر والنكد والتعالي والتفاخر، والاهمال والتباعد الا ما كان لماماً، ثم يعود الامر الى حاله السوي.
أ فنرى القرآن الكريم يثير في نفوس الازواج من الجنسين الشعور بان كلاً منهما ضروري للآخر ومتمم له لتحقيق وجوده، و امتداد اثره، فيقول للرجل، ان المرأة جزء منك ولا غنى لحي عن جزئه، ويقول للمرأة: انك من الرجل انفصلت فهو اصل لك، ولا غنى للانسان عن اصله.
نقرأ ذلك في قوله تعالى:« هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها» صدق الله العظيم «سورة الاعراف الاية 189».
فالنفس الواحدة هي: نفس آدم، وزوجه هي حواء.
ب وهما يعيشان حياتهما الزوجية في وئام وحب واتحاد، ويجعل من الاثنين وحدة شعور، ووحدة عواطف، ووحدة مضجع، ووحدة رؤية لجمال الحياة، ووحدة اسرار متبادلة، ووحدة امل، ووحدة عمل، ووحدة تفاهم، ووحدة انتاج الذرية، وحدب عليها، وسهر وكد من اجلها.
سعد مسفر شفلوت
|
|
|
|
|