من العوامل التي تزيد التائب ثباتاً على طريق التوبة الإقبال على قراءة كتاب الله تعالى وتدبره وحفظ ما تيسر منه ومجاهدة النفس لاكمال حفظه وجعل ورد يومي مخصص لقراءته وتدبيره لا يمكن تفويته ما دام المرء قادراً عليه، وكذلك الحرص على تعلم العلم الشرعي، والحذر من المعاصي عموماً ولو صغرت ومنها معاصي الخلوات، وعدم التعلق بل التشبث بهذه الدنيا وزخرفها، ومن العوامل أيضاً الدعوة إلى الله بقدر الاستطاعة والامكانات فمن لم يدع إلى الهدى فسيدعى هو الى الضلالة، كما أن على المرء دائماً وأبداً تذكر الموت وما بعده من قبر إما كان روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار والعياذ بالله والتائب وهو يتجاوز العقبات ما إن يمزج مرارة ما يلاقيه بحلاوة التوبة ولذتها إلا وتغلب لذة التوبة وحلاوتها فيصبح ذلك زاداً آخر له يعينه على مواصلة الطريق!!
وسعادة التائبين سعادة عظيمة جداً!!، لأن التوبة هي الحياة وهي هداية للناس وصدق الله تعالى: «أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون».
لابد للتائب من اجتماع ثلاثة شروط اذا كانت المعصية بينه وبين ربه هي الاقلاع عن المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة لها، ويضاف شرط رابع اذا كانت تتعلق بحق آدمي وهو أن يبرأ من حق صاحبها فان كانت مالاً أو نحوه رده اليه، وان كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وان كانت غيبة استحله منها إن لم يترتب على ذلك منكر وإلا دعا له.
وللتوبة ثمار منها: أنها سبب الفلاح في الدنيا والآخرة، وأنها تبدل السيئات حسنات، وأنها سبب الحياة المطمئنة الهانئة ووفرة وتيسير الرزق، وابعاد شياطين الانس والجن ومحبة الناس ودعائهم للتائب وغير ذلك من الثمار اليانعة!!
الصلوات الخمس
قال الشاعر: