| الاقتصادية
بعد كل فاصل إعلاني، تثور في أوساط المتابعين أحاديث وتساؤلات ساخنة حول بعض من الاعلانات الاذاعية والتلفزيونية التي ما أنزل بها من سلطان، وأحدهم يقول كيف بالله تجد مثل هذه الاعلانات طريقها إلى أبصار الناس وأسماعهم؟ أليس هناك «حدود» وتعريفات للممنوع والمسموح في الاعلانات؟ أليس هناك أخلاقيات للاعلان؟ وقبل أن يزيد جرعات الأسئلة المحرجة أخذت بيده وقلت: على رسلك يا أخي، فلن تجد جهة تتحمل اشكاليات ومعايير وترتيب المقاييس الاجتماعية للاعلانات التي تهبط علينا كما الشهب الحارقة،
هذه المسألة ذكرتني إلى حد كبير بقضية «مخرج 13» الشهيرة حيث تحاذفت الوزارات المسؤولة عنه، ، ولن تجد الحل لمشكلة اعلانات الابتزاز إلا في صدور نظام «كود» للاعلان كما نظام كود البناء المشهور، ولعل وزارتي التجارة والاعلام اضافة إلى الغرف التجارية والجمعيات العلمية ينتبهون لهذه القضية قبل أن تحرقنا الاعلانات المارقة، ،
من الناحية النظرية، الاعلانات التي تثير الانتباه لا تصيب دائماً بل قد تتسبب في ردة فعل اجتماعية غير متوقعة علاوة على الحيرة التي قد تنتاب المشاهد أو المستمع «خاصة العاقل» عندما يحاول تفسير الاعلان، ، ومن المعروف جداً أن الاعلان الناجح يوائم ما بين الشيء أو الخاصية أو المنفعة التي يرغب في توصيلها مع خصائص وثقافات ونوعيات الجمهور المستفيد أو المتلقي؟! مرة أخرى يبدو أن المعلنين في تناقض عجيب فاعلاناتهم التي يفترض أن تمجد سلع عائلية أو خاصة بالرجل الناضج تعج بالتفاهات والمراهقات،
من المعروف في كافة دول العالم وفي أدبيات التسويق أن أخلاقيات الاعلان مقدمة على مكاسب البيع لأن المكسب المبني على «خدش» قيم وعادات وسلوكيات المجتمع هو مكسب قصير الأجل لا يغني ولا يسمن من جوع، الشركات والمؤسسات الواعية تحرص على بناء علاقة وثيقة وطويلة الأمد مع العملاء مبنية على «مراعاة» مشاعرهم «وتقدير» أذواقهم «واحترام» قيمهم، ، الاعلان أسلوب تسويقي يمتد من المنشأة ويضرب في أعماق الوعي الجمعي للجماهير تاركاً انطباعات لا تنمحي وردود أفعال لا يمكن اغفالها، هو بكل بساطة، «رسالة» يجب أن تظهر بأحسن ما يكون يا ترى متى نعرف أن «الاعلان رسالة ذات قيمة اجتماعية»؟! ما يجري لدينا غاية في الغرابة، فبعض المعلنين «يدوسون» عمداً مع سبق الاصرار والترصد على الذوق العام ويتسببون في انخفاض القيمة الاجتماعية للاعلان، وهم في ذلك خاسرون لو يعلمون،
عقدة «الماركات»:
كما أن لدينا ممارسات اعلانية خاطئة هناك «عقد» اجتماعية لها علاقة بتنظيم «الماركات العالمية» بدون أسباب عملية أو منطقية واضحة ما عدا الهوس ب«البرستيج»!! يقول أحد العاملين في محل للأواني المنزلية إن العملاء يقبلون على نوعية من الكاسات الجميلة والتي تحمل اسم أحد مصممي الأزياء المشهورين وذلك تحت وقع الاسم أو الماركة حتى لو كان المبلغ المدفوع أضعاف مضاعفة، لا أريد أن أخوض في سيرة مصمم الأزياء هذا ولكن أريد أن أحذر من انقيادنا المسعور خلف الماركات والأسماء التجارية، وإلا فإن طعم الشاي في كاسات مصمم الأزياء هذا لا يختلف عن طعم الشاي في «بيالات» بادريق!!
|
|
|
|
|