أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 3rd August,2001 العدد:10536الطبعةالاولـي الجمعة 13 ,جمادى الاولى 1422

مقـالات

فهد بن سلمان كما أحبَّه الناس
نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز آل سعود
* لا أعلم كيف أبدأ، ولا من أين أبدأ وماذا عساي أن أقول؟ إلا أن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا فهد لمحزونون.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. ولا أدري من أواسي أو أعزِّي؟ هل أعزي أبويه الكريمين أم اخوته البررة أم أبناءه الذين اسأل الله تعالى أن يجعلهم خير خلف له وامتداداً صالحاً لعمره الثاني بعد موته، أم أعزي نفسي في فقدِ أخ لم يكن قريباً من القلب فحسب، بل كان حبه واحترامه في قلوب الجميع يسري في العروق وينبض مع القلب كلما نبض، أو أعزي أُمةً فقدت رجلاً كان بأمةٍ حتى كان قدوة ومثلاً للشباب يحتذى في الطيب والأخلاق والتواضع والتسامح والكرم والتفاني في بذل نفسه وما يملك في سبيل إسعاد غيره فكان كالشمعة تحرق نفسها لتضيء لغيرها فأحب الناس فأحبه كل الناس على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومشاربهم، وما أجمل ما قيل في ذلك:


تخالف الناسُ إلا في محبته
كأنما بينهم في وده رحم

فكم من دمعة مُسحت وكم من عورة سُترت بيده الحانية وكم من مجاعات أُشبعت وكم من أجواف ظمأى ارتوت بمواقفه النبيلة العالية وكم من رقاب فكت وكم من عثرات كرام قوم أُقيلت ونفوس عزيزة كُسرت عَزّت وجُبرت بكريم مواساته وأخلاقه السامية كروبها انجلت وكم من طاعات وقربات عن أعين الناس أُخفيت يعلمها الله الذي لا تخفى عليه خافية. فماذا عساي أن أقول عن فهد الخير الذي إذا نظرت إليه رأيته مجموعة أشخاص في جسد واحد، فقد حوى من الطيب ما حوى، فإن نظرت إليه في تواضعه قلت إنه لا يبقى لأحد شيء وإذا نظرت إليه في كرمه وبذل نفسه قلت إن حاتم عنده ليس بشيء، وعلى مثل فهد فلتبك العيون. نعم قد مات فهد يرحمه الله وبقيت مآثره ما زال حبه مطبوعاً في نفوس الآدميين الأوفياء ولا يزال بإذن الله مثمر المواقف يلهجون له بالدعاء ولا يزال عمل الخير يبكي فهداً الذي مات وما ماتت مكارمه حيث كان من كرمه أن يعطي كل شيء ولا يبقي لنفسه إلا اليسير ويصدق فيه ما قيل:


ولو سئل النفس لجاد بها
ألا فليتق الله سائله

بل كان يرهن صكوكه ليقترض ويعطي الناس، بل كان يوصف من كثرة كرمه بذي اليد المرسلة.. جاد بأعضائه، كان أول من تبرع بأعضائه في المملكة وفي المقابل لن يبكي العمل الخيري على أناس ماتوا وهم أحياء ملكوا المليارات ولا يعرفهم أحد وما أجمل ما ينسب للإمام الشافعي رحمه الله في ذلك حيث قال:


الناس بالناس ما دام الحياةُ بهم
والسعد لا شك تارات وهبات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
لا تمنعنّ يد المعروف عن أحد
ما دمت مقتدراً فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات

أسأل الله أن يجبر مصابنا جميعاً في سمو الأمير فهد يرحمه الله وخاصة الفقراء والضعفاء والمساكين الذين كان لهم فهد أباً وأخاً،
جمعنا الله وإياك يا فهد ووالديك ووالدينا وذويك وجميع المسلمين في الفردوس الأعلى. اللهم آمين.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved