| مقـالات
لم تكن فجيعتي بموته المفاجئ بأقل من فجيعة أقرب الأقربين إليه دماً ونسباً ومواطنة وإنسانية، فالفقيد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز عليه رحمة الله لم يكن طوال سنوات عمره القصير في حساب الزمن الخالد في حساب الأعمال والذكر الطيب، لم يكن مِلك أبيه وأمه وأشقائه وأهله وبنيه، وإنما كان مِلك كل إنسان يعرفه أو لا يعرفه، لأن إنسانيته يرحمه الله كانت فوق أُطُر التعريفات الضيقة للقرابة أو المعرفة الخاصة وإنما كانت إنسانيته إنسانية علاقة عامة شاملة لكل بني الإنسان لا يفرق بين مَنْ يقصده لتحية أولحاجة فهو يلقى الجميع بتلك البشاشة التي تشرق بها قسمات وجهه، وتتوهج بها قيم الأخلاق التي غرسها فيه أبوه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي تشرّب بها بدوره من مدرسة أبيه جلالة الملك المؤسس والد الجميع عبدالعزيز يرحمه الله فانطبق على الأمير فهد القول المأثور )هذا الشبل من ذاك الأسد(.
لقد كان أسداً في شجاعته ومروءته وإقدامه في مواجهة تحديات الحياة وصعابها وفي إقدامه سبقاً إلى فعل الخير. وما زاد وضاعف من فجيعتي بموته أن آخر ما دار بيننا من حديث هو وعده لي بأن يستجيب لدعوتي له بزيارتي في بيتي، فقال لي سأحدد موعد زيارتي لك. وكان هذا آخر ما سمعته من سموه عليه رحمة الله إلاَّ أن القضاء عاجله وحرمني ليس فقط من زيارته الكريمة لي بل ومن أن أكون بين مَنْ حضروا جنازته حتى ألقي على جثمانه الطاهر نظرة الوداع الأخيرة.رحم الله الأمير فهد الإنسان وأحسن عزاءنا قيادة وحكومة ووطناً ومواطنين فيه.
فهد عيسى الدحيم
|
|
|
|
|