| تحقيقات
*
حوار :أسامة النصار
ودع الوطن الأسبوع الماضي أحد أبنائه البررة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز )رحمه الله( والذي يعد أحد النماذج الخيرة التي عملت بجهدها وبما لديها لفعل الخير الذي دعت إليه شريعتنا الإسلامية السمحة.
وقد لا يعرف البعض مدى ما كان يقوم به يرحمه الله لأداء واجبه تجاه دينه ووطنه لعمل الخير في داخل المملكة وخارجها.. ولمعرفة ما كان يقوم به يرحمه الله من أعمال خيرة وإنسانية التقينا المشرف العام على مدرسة الأمير فهد بن سلمان الخيرية وإمام مسجده يرحمه الله الشيخ سلطان بن محمد العتيبي:
* بداية حدثنا عن فكرة انطلاق مدرسة سموه يرحمه الله وأهدافها؟
كان الأمير فهد بن سلمان )رحمه الله( حريصاً على عمل الخير وتقديم كل ما يستطيع لوجه الله تعالى وكسب رضاه، فقبل اربع سنوات رغب رحمه الله انشاء مدرسة خيرية باسمه لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية في الجامع الذي يحمل اسمه بحي الناصرية من أجل ان يحتضن ابناء المسلمين ويزيد من مداركهم الشرعية والعلمية. ومن ذلك الوقت بدأ بالحرص والتوجيه لضبط نشاط المدرسة وتوسيعها وزيادة نشاطاتها للوصول للهدف المنشود الذي كان يتمحور في أن تكون المدرسة إحدى المنارات المشعة لأبناء المسلمين.
* كيف كانت متابعته )رحمه الله( لنشاط المدرسة، وما هي الخطط الرامية لتوسيع نشاطها وزيادة عدد طلابها؟
منذ النشأة كان يرحمه الله حريصا على تطوير المدرسة فقد كان يتابع نشاطها بنفسه ويقوم بتوقيع شهادات التفوق الخاصة بالطلاب المتفوقين تشجعياً للطلاب وهذا اكبر دليل على اهتمامه مما جعل المدرسة تزدهر وتتوسع شيئاً فشيئاً الى ان امر سموه بأن تقوم المدرسة بعدة نشاطات مختلفة من ضمنها عمل زيارات لمدن المملكة واذكر حينما قال رحمه الله )يجب ان يتعرف أبناؤنا الطلاب على مدن مملكتهم الغالية وتطورها المستمر(.
وفيما يخص التطوير كان يأمل أن تصبح المدرسة مستقلة ونموذجية ولها مجلس إدارة برئاسته وان يزد عدد طلاب المدرسة إلى اضعاف ما هي عليه الآن حيث يدرس فيها الآن )100( طالب بالاضافة الى تفعيل المناهج وتوفير المنشآت اللازمة للمدرسة حيث تم قبل وفاته رسم مخططات الجامع والمدرسة الخيرية الجديدة وفق احدث المواصفات والتي شاركه فيها أخوه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على نفقتهما الخاصة وتكفلهما بكافة الاحتياجات والمستلزمات الحديثة لقيام المدرسة بواجبها العلمي والخيري. وكانت أحد أهم اهدافه يرحمه الله أن تشارك المدرسة في مسابقات القرآن الكريم الدولية والمحلية وأبرزها المسابقة العالمية ومسابقة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم التي تشرف عليها وزارة الشؤون الاسلامية.
* وماذا عن هذا المشروع الخيري الكبير بعد وفاته رحمه الله؟
وفاته رحمه الله لا تعني ان ما نهجه في حياته سوف يتوانى او يتوقف بل سيستمر لا سيما وأننا في وطن الخير وبين أبنائه حيث وعد صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز وكافة أبنائه وابناء الفقيد بإكمال المشوار الخيري لفقيد الوطن وأحد رموز الخير فيه وها نحن الآن أنا وكافة الطاقم العامل سنعمل بكل ما في وسعنا لإكمال المشوار تحت مظلة الوالد الأمير سلمان وابنائه وابناء الفقيد يحفظهم الله لتحقيق ما كان يتطلع له يرحمه الله بأن يصبح هذا المشروع مصدر اشعاع اسلامي وفكري وعلمي خيري.
* ما هي مجالات الخير الأخرى التي كان يرحمه الله يدعمها ويحرص عليها؟
* بجوار هذا المشروع الخيري العملاق امر يرحمه الله قبل ثلاث سنوات بتبنِّي حملة للحج لعموم ابناء المسلمين باسم المدرسة تضم )90( حاجاً كل عام وقد حققت الحملة التي سيرت النجاح بفضل الله تعالى ثم بدعمه يرحمه الله وحرصه عليها ولا أنسى أنه كان يتصل بي من خارج المملكة أحياناً لمتابعة اعمال الحملة بشكل دوري للاطمئنان عليها بالاضافة الى عدد من اعمال الخير التي استفاد منها العشرات من ابناء المسلمين من داخل المملكة وخارجها.
* ما هي آخر اسهامات فقيد الوطن ورجل الخير التي كان من المفترض ان يقوم بها قبل وفاته في اطار اعماله ومشاريعه الخيرية؟.
كان آخر مشروع ينوي يرحمه الله القيام به «وقد دعيت الله ان يجعل اعماله الخيرة السابقة واللاحقة في موازين اعماله ويعم بنفعها ابناء المسلمين» قبل وفاته بيوم واحد عندما اتصل بوزير الصحة الدكتور اسامة شبكشي يبدي فيه رغبته أن يأذن لي معالي الوزير كوني احد موظفي وزارة الصحة للذهاب معه الى بريطانيا والسويد من أجل إلقاء بعض الدروس الشرعية وافتتاح مدرسة اسلامية في ولاية اريور بالسويد بعد ان وجهت الدعوة اليه رحمه الله وكان سعيداً بذلك وقد سبق لوفد من المدرسة الاسلامية بالسويد زيارة مدرسته يرحمه الله الخيرية مبدين اعجابهم بها وراغبين ان يكون هذا النموذج الخيري لديهم بالسويد وأن تفتتح بيد واشراف فقيد الوطن يرحمه الله.
* كيف كان حرصه يرحمه الله قبل وفاته على المدرسة واعمال الخير؟
كان يرحمه الله دائم المتابعة لأعماله في هذا الجانب وفي آخر ايامه زاد حرصه حينما التقيت به يوم الاحد الذي يسبق وفاته رحمه الله بيومين في اجتماع مطول حثني فيه على متابعة المدرسة والنشاط الصيفي القائم بها والذي انقطع الآن بعد وفاته رحمه الله كما سأل يرحمه الله في هذا اللقاء عن احوال الطلاب واحتياجاتهم.
* حدثنا عن بعض المواقف والمآثر التي عشتها معه ورأيها فيه يرحمه الله؟
المواقف كثيرة والذي لا انساه منها انه في ذات يوم كان يقوم بالمشي كعادته وصادف بعض طلاب المدرسة فأخذ يداعبهم ويقول لهم من منكم يستطيع ان يسابقني.. في صورة ابوية رائعة لا تنسى.
ومن المآثر التي كان يرحمه الله دائماً وحريصاً عليها تكريمه لأبنائه الطلاب حفظة القرآن باستمرار وتقديم الجوائز لهم كما قام رحمه الله بإطلاق مشروع كسوة العيد لطلاب المدرسة وبعض المحتاجين بدأت من العام الماضي بالاضافة إلى حرصه الدائم على فعل الخير بكافة أوجهه وفي كل المجالات دون أن يعلم أحد بذلك.
* هل من كلمة أخيرة تود قولها؟
لا أقول سوى رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ونفع بأعماله الخيرة أبناء المسلمين في كل مكان.
|
|
|
|
|