| نادى السيارات
يحار المرء في كثير من الأحيان من التصرف الطائش للمشاة على الطريق، ويبدو ان عدوى التهور قد انتقلت إليهم، وكثيرا ما يجد المرء نفسه بين ورطتين: تهور السائقين ولا مبالاة المشاة،
إدارة المرور الحالية يقع على عاتقها تصحيح الكثير من المواقف المرورية الخاطئة التي لم تعطها ادارات المرور السابقة حقها، ومن ذلك تنفيذ الحملات المرورية التي تحذِّر من مغبة عدم الالتزام بأنظمة السير الخاصة بحقوق المشاة وتطبيق العقوبات الصارمة على الطرفين: السائق المتهور والمشاة غير المبالين،
مراعاة أنظمة السير والاقتراب من خطوط المشاة لا تقل أهمية عن الالتزام بحزام الأمان، فلماذا لم تقم ادارة المرور الحالية بتنفيذ حملات مرورية توضح اهمية هذا الموضوع والعمل على تطبيق الغرامات بحق المخالفين لأنظمة السير عند خطوط المشاة؟ أليس الأمر يتعلَّق بأرواح الناس؟
إن الضرر الناتج عن عدم ربط السائق للحزام يقتصر أثره فقط على السائق نفسه وضمن حدود قمرة القيادة، في حين ان الضرر الناتج عن عدم التزام المشاة أو السائقين بقانون السير عند خطوط المشاة يمتد أثره من داخل قمرة القيادة الى الطريق نفسه بسبب هذا السلوك المروري الخاطىء، والنتيجة هي دهس المشاة او تعريض السائق الذي حاول تفاديهم الى خطر الاصطدام بالرصيف او عمود الإنارة او إشارة المرور او ربما تسبب في حدوث اصطدام مع سيارة اخرى او حتى حدوث اصطدام جماعي، ولكم ان تتخيلوا الموقف هنا: المتسبب في الحادث )وهو أحد المشاة غير المبالين( لم يعد موجودا في حين ان الضحية )سائق السيارة الذي تفادى الاصطدام به( مضطر الى اصلاح سيارته وسيارات الآخرين وربما عمود الإنارة أو إشارة المرور!!
وبالتالي يتضح لنا ان الالتزام بقانون السير عند الاقتراب من خطوط المشاة لا يقل اهمية عن الالتزام بحزام الأمان، فلماذا هذا التركيز الكبير على حزام الامان وتجاهل خطوط المشاة!!
هناك جانب آخر من المشكلة يكمن في الوسيلة المستخدمة في تنفيذ خطوط المشاة في بعض الاماكن، هذه المشكلة تتمثل في وجود العلامات الحديدية البارزة كوسيلة لتمييز اماكن عبور المشاة، وفي الحقيقة فإن هذه العلامات الحديدية البارزة تشكل خطرا على المشاة انفسهم نتيجة انزلاق بعضهم عند المرور عليها بسبب اسطحها الناعمة )النوع الدائري(، في حين ان البعض الآخر من المشاه يتعثر بنوع آخر )النوع المربع( نتيجة انحشار او اصطدام مقدمة الحذاء بطرف الحديدة نفسها!! ليجد المشاة أنفسهم بين أمرين: النظر الى الطريق للتأكد من عدم وجود سائقين متهورين والنظر عند اقدامهم لكيلا يتعثروا!!
كلمة أخيرة في هذا المقام وهي اود ان أذكِّر المسؤولين في ادارة المرور بأن الدول المتقدمة تلجأ الى دهن خطوط المشاة بالالوان الصفراء أو البيضاء من وقت لآخر ليس بغرض الصيانة فحسب وانما لتذكير السائقين بخطوط المشاة وجعلها صورة حاضرة في الذهن دائما، بخلاف الأمر فيما لو كان مجرد قطع حديدية تعتاد عليها انظار السائقين وينسونها مع مرور الوقت )أو بالاحرى يتناسونها!(، والله الموفق،
|
|
|
|
|