| نادى السيارات
يا رضيعاً ضممته وقبلته عبر ورق الجزيرة.. يا أصغر الأبطال في ذاكرة متثائبة تسمى )التاريخ( .. قدرك يا صغيري كان قبل ان تحظى بمغادرة أرض الأوغاد أن تغادر هذا العالم المجنون الذي بات يكرس حنانه لجمعيات الرفق بالحيوان.. في هذا الزمان يا شهيدي الذيلم تره بعد يهددونك بعدم ايذاء كلابهم او العبث بأمنهم..وقد يدعونك إلى التربيت على ظهورهم النجسة وتقبيلهم..
حينما اطلعت على صورة امك الثكلى في الجريدة وهي تنتحب..
لم ابك فقط.. بل انتابتني رغبة ان اخبرها كم أودّ لو نلحق به سوية.. ان نغادر الآلام التي لا يريد العالم ان يترفق بنا ويمنحنا هدنة.. اجازة من ذلك الاخطبوط المسمى بالالم.. لم نعد ندري على ماذا نتألم وعلى من نبكي؟ على الشهيد؟ على المريض؟ أو المقهور والمظلوم حتى قمة العذاب والحزن؟؟ اصبحنا نفيق كل يوم ونحن مبرمجين على ان نبكي حتى قبل ان نتثاءب .. لا ندري كم من الوقت يلزمنا لتقديم التعازي ومواساة المريض الذي يواجه الموت، والحزين الذي ابتلع قرصا خاطئا من الحظ فظل يغسل رأسه كل يوم الف مرة ليس من سوء اختياره.. بل خوفا من ان يوصم بالجنون..
ومع كل ذلك لم تمنعني الدهشة في ظل كل ذلك العناء العالمي ان انفجر ضحكا ممزوجا بحب تقيؤ ارادي حينما شهدت يوما سيلا من السيارات في الشوارع العامة تركض خلف بعضها البعض وتتسابق الى شيء اشبه بكأس بطولة، واذ به بلغة الشباب الذي يدميه الفراغ )موكب(!! سألت ما هو الموكب قالوا موكب غزل..!!!!!
اعود لك ضياء.. انت الضياء الذي تتوَّج به قصائد الشهداء..انت يا رضيعي وطفلي تاج على رأس التاريخ العربي.. ووثيقة تاريخية مختومة بدمك الطاهر.. اختارك المولى ليكفيك بؤس تاريخ قادم لا ندري حجم اختراعاته في ان يبيح للآلم ان يحتل دورتنا الدموية...
موقعي:
هل تساءل احدنا يوماً ان المباغتة في السؤال عن شيء ما هو دعوة صريحة لاكتشاف الصورة الحقيقية لشخصية المباغت؟ وانها من اقوى الادلة على اثبات ان الكذب هو اول ما يتبادر الى ذهن المتلقي؟
اذن نحن من يصنع الكذب.. لاننا في عنصر المفاجأة قد نتفوه بما لا نعيه.. اتدرون لماذا؟ لان الإشكالية في الاصل هي تثبيت حالة الكذب بمعنى أن البريء متهم حتى وإن ثبتت براءته أتدرون لماذا؟ لأننا نسلك سلوك اللصوص في التجسس على أعماق كل منا. وفي موقعي على هذه الكرة الارضية سأظل احتفل بهذا اللغز حتى تصل العقول الى اختراع نبت من بين الادغال يسمى )الثقة(..!!
e_aldabbagh@yahoo.com
|
|
|
|
|