| الاولــى
*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الصورة الحية التي ظهرت في وفاة الأمير فهد بن سلمان رحمه الله تبرز للناس قوة التلاحم الحميم والوثيق بين هذا الشعب العربي المسلم النبيل وقيادته الرشيدة الكريمة التي تجلت في مشاعر الناس تجاه وفاة هذا الأمير الجليل رحمه الله وتعطي دلالة واضحة على أن هذا المجتمع الكريم في المملكة العربية السعودية انما يمثل في خصوصيته وترابطه وتعاونه في أمور الخير الأسرة الواحدة، ويعطي أيضاً دلالة أخرى على ذلك الشعور المخلص والمشاركة الصادقة من كافة أبناء هذا المجتمع تجاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود هذا الأمير الإنسان الذي عرفه الناس حاكماً حازماً قوياً في الحق مكرماً للعلماء وأهل الفكر والرأي والصلاح مصلحاً لذات البين يكرم العاني ويفك الأسير ويخفف مصاب المكلومين كافلاً لليتامى راعياً للمعاقين يزور المرضى في المستشفيات ويذهب بنفسه لمشاركة الآخرين في أحزانهم ومواساتهم فيما يحل بهم من المصائب، هكذا عرفه الناس بهذه الصفات العظيمة التي هي صفات المسلمين وأخلاقهم واضافة إلى هذا الخلق النبيل فان سموه يعتبر أحد رواد الأعمال الخيرية والاجتماعية وله في كل ميدان من ميادين الخير باع طويل يتبرع من ماله لمساعدة الجمعيات الخيرية ويدعمها بما يمكنها من أداء رسالتها في الإغاثة وبناء المساجد وكفالة الأيتام ويعمل على مساعدة الفقراء والمساكين سراً وجهراً، ويرأس عدداً من هذه الجمعيات منفذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله حريصاً على نفع الناس وحل مشكلاتهم والشيء من معدنه لا يستغرب، فسموه أحد رجال الدوحة المباركة من آل سعود التي لها الفضل بعد الله عز وجل في نشر العقيدة الاسلامية وغرس الفضائل وتوحيد هذه البلاد على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام.
لقد كانت المشاهد التي حدثت أثناء وفاة الأمير فهد بن سلمان رحمه الله تعبيرا صادقا لأحاسيس ومشاعر ابناء هذا المجتمع الكريم تجاه الفقيد الذي عرفوه انسانا محبا للخير وله اسهاماته الطيبة في جمعية مرضى الفشل الكلوي وفي جمعية المعاقين وغيرها من الجمعيات الخيرية كما عرفه الضعفاء والمعوزون والمحتاجون لما يبذله لهم من مساعدات وما يقدمه لهم من المعونات وتجاه سمو الامير سلمان أمد الله في عمره.
ولذا فإننا نقول لسمو الامير سلمان حفظه الله أبشر فان استقبال سموكم لهذا المصاب بعقيدة المسلم الذي رضي بقضاء الله وقدره سيكون له باذن الله الجزاء الأوفى عند الله عز وجل فقد قال الله عز وجل: «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون» ومن آثار هذا الصبر اكرام الله لعبده المؤمن كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابو سنان قال: «دفنت ابني سنانا وابو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر فلما فرغت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون نعم، فيقول ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد».
اسأل الله سبحانه وتعالى ألا يري سموه الكريم أي مكروه وان يجعله من الصابرين المحتسبين الذين رضوا بقضاء الله وقدره ورحم الله القاضي شريحا القائل: «إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عز وجل عليها اربع مرات أحمده اذ لم تكن أعظم مما هي، وأحمده أن رزقني الصبر عليها، وأحمده، إذ وفقني للاسترجاع لما أرجوه فيه من الثواب وأحمده إذ لم يجعلها في ديني).
كما أسأله جلت قدرته أن يكتب لسموه المنزلة العالية في الجنة التي جاءت البشرى بها في حديث أبي سعيد الخدري كما روي في مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليكتب لعبده المؤمن المنزلة العالية في الجنة فيعلم أنه لن يدركها بعمله فيبتليه بأنواع البلايا من أجل أن يوصله هذه المنزلة).
سدد الله خطى سمو الأمير سلمان وأمده بعونه وتوفيقه للاستمرار في أداء رسالته الخيرة والسير على النهج الذي عرف عن سموه في دعم الخير وتشجيع العلم وأهله وبذل المعروف للجميع إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
|
|
|
|
|