| القرية الالكترونية
*الرياض خالد أبا الحسن:
إن كنت واحدا من ملايين المستهلكين الذين يملكون عدة أجهزة حاسب شخصية في منازلهم وتنوي تحديث أنظمة التشغيل في تلك الأجهزة لتعمل على نظام التشغيل الجديد من مايكروسوفت )نوافذ إكس بي( XP. Windowsفإن ما يلي يعنيك بشكل كبير.
فلأول مرة. تنوي مايكروسوفت إجبار المستخدمين على شراء نسخة كاملةالسعر لكل جهاز يملكونه ويرغبون في تحديث نظامه إلى النظام الجديد. وينتظرأن تكلف كل نسخة ما يقرب من ثلاثمائة وخمسة وسبعين ريالا، ليس ذلك فحسب، بل وستتبع الشركة أسلوبا لمتابعة تطبيق هذه الفكرة وذلك باستخدام نظام يدعى )تنشيط المنتج Product Activation(، والذي يتطلب من المستخدم تخويل مايكروسوفت لإنشاء وحفظ ملف تعريفي يتولى جمع ورصد معلومات الجهاز الذي يتم استبدال نظام تشغيله بنظام النوافذ الجديد، حتى لو لم يكن لدى المستخدم سوى جهاز واحد، ويتيح هذا الملف التعريفي لمايكروسوفت أن تربط بين تلك النسخة من نظامها وذلك الجهاز الذي تم تجهيزه بها.وإذا منع المستخدم مايكروسوفت من جمع تلك المعلومات فإن نسخته من نظام نوافذ إكس بي ستتوقف عن العمل خلال ثلاثين يوما، وحتى ولو قرر المستخدم الامتثال بعدها، فإنه احتمال يظل قائما بأن تتوقف النسخة عن العمل لدى إحداث تغييرات متكررة وكثيرة في مكونات الجهاز الداخلية.ولا يحسب شخص أن هذا أمر من نسج الخيال. بل هو الواقع. فمثل هذا الملف التعريفي
يوجد حاليا في النسخة التي صدرت مؤخرا من برنامج Microsoft Office التي أطلق عليها مسمى أوفيس إكس بي Office XPوالتي أطلقت مبيعاتها في شهر صفر من هذاالعام. بخلاف أنها تتيح للمستخدم تزويد جهازين وليس جهازا واحدا فقط ببرنامج أوفيس إكس بي،وسيعمل الملف التعريفي في نوافذ إكس بي حسب طريقة محددة، فحين يقوم المستخدم بإعداد نوافذ إكس بي، فإن النظام سيشعره بأنه يتوجب عليه )تنشيط( هذا المنتج خلال ثلاثين يوما. عندها. يمكن للمستخدم تنفيذ عملية التنشيط مباشرة عبرالإنترنت، أو بالاتصال برقم مجاني )للمقيمين في الولايات المتحدة(.
وفي كلتا الحالتين، تقوم الشركة بإنشاء سجل في جهاز المستخدم بحيث يتم ربطه بالرقم التسلسلي للنسخة الجديدة من نظام التشغيل إكس بي التي يتم إعدادها على ذلك الجهاز.وإن لم يتم تنشيط المنتج حسب التعليمات الموجهة للمستخدم وفي حدود المدةالمحددة. فإن النظام سيتوقف تماما عن العمل. فيما عدا تذكير المستخدم بضرورةتنشيط المنتج كي يعود نظام التشغيل للعمل من جديد.
وفي حالة الأجهزة الحديثةالتي تأتي مجهزة بنظام إكس بي، فإنه يحتمل أن يكون قد تم تنشيط المنتج في المصنع قبل وصول الجهاز للمستخدم.وإن حاول المستخدم إعداد نفس النسخة من نوافذ إكس بي على أجهزة مختلفة. فإنه سيتلقى أمرا بتنشيط المنتج في كل مرة، لكن في هذه الحالة، ستفشل عملية التنشيط وسيتلقى المستخدم رسالة تشعره بأنه ليس مشروعا له أن يقوم بإعداد النظام من نسخة واحدة على أجهزة مختلفة وأن عليه شراء نسخة أخرى من النظام. بعدها.تتوقف عملية الإعداد تلقائيا.ويدور لدى البعض تساؤل: ماذا لو تعطل الجهاز لسبب ما، وأدى ذلك العطل إلى ضرورة إعداد النوافذ مرة أخرى؟ حسنا، في مثل هذه الحالة. سيكون على المستخدم توضيح ما حدث لشركة مايكروسوفت والتماس إذن الشركة بالسماح له بتنشيط المنتج مرة أخرى، وهو ما سيخضع لقناعة الشركة به من عدمها. ويزاد على ذلك بأن نظام التشغيل سيستمر في مراقبة عملية الإعداد للتأكدمن أنها تتم على نفس الجهاز. وفي حال القيام بتغييرات جذرية في مكونات الجهازالداخلية فإن النظام قد يعطل النوافذ ويجبر المستخدم على الاتصال بمايكروسوفت للتأكيد لها بأنه لم يقم بعملية خادعة تنطوي على تحويل النظام من جهازه إلى جهاز آخر.
وقد أورد صحفي متخصص تقريرا أكد فيه بأن نسخته من أوفيس إكس بيقد انتقلت به مفاجأة إلى وضع يدعى )وضع العمل المخفض( والذي لايتاح له فيه القيام بكل شئ يريد وإنما بقدرات محدودة في الأوفيس، مع رسالة توجهه بحتميةإعادة تنشيط المنتج مرة أخرى. وقد حدث ذلك وهو على متن إحدى الرحلات الجوية،وبطبيعة الحال، فإن مايكروسوفت تملك الحق في بيع برامجها مقرونة بما شاءت من القيود التي تراها.
وقد ظلت فكرة اشتراط شراء نسخة مستقلة لكل جهاز يمتلكه المستخدم حبيسة الأسطر في اتفاقية الشراء الطويلة التي كانت تظهر للمستخدم لدى قيامه بإعداد نظام النوافذ ليوافق عليها دون أن يأبه بمحتوياتها، واستمرت الفكرة دون تفعيل أو تكريس. وبالنظر لهذا الأمر، فإنه يتبين أن اشتراط تنشيط المنتج ليس قضية بحد ذاته. وإنما يمثل مجرد أسلوب جديد للتأكيد على سياسة تسويقية تاقت لها مايكروسوفت زمنا طويلا، لكن هنالك ثلاث مشكلات كبرى تتعلق بقرار مايكروسوفت المفاجئ لتبدأ تنفيذ سياستها تلك التي أقل ما يقال عنها إنها قاسية. أولا: لم يسبق أن قدمت مايكروسوفت معلومات تنويرية للمستخدم الشخصي عن سياسة الجهاز لكل نسخة فيما يتعلق بنظام النوافذ، ومع تسليمنا بأنها كانت ضمن الاتفاقية المكتوبة بخط صغير جدا وبطول يزيد على ست عشرة صفحة أحيانا. لكن من سيقرأ كل ذلك؟ ورغم أن لمايكروسوفت برامج توعوية موجهة للمؤسسات فيما يخص سياساتها التسويقية إلا أنه في السنوات العشر الماضية مثلا لم تكن هنالك حملة إعلانية تستحق الالتفات من مايكروسوفت لتوعية عملائها فيما يخص هذه القضية، وبالنظر إلى العلبة التي تحوي قرص نوافذ98 مثلا. فإننا لانجد عليها عبارة مثل )للاستخدام على جهاز واحد فقط(. وحتى هذه اللحظة لم تقدم مايكروسوفت لعملائها ما يعدهم لمثل هذا التغيير الجذري في سياستها التسويقية،ومن المؤكد أن أغلبية من المستهلكين ممن يملكون أكثر من جهاز شخصي منزلي كانوا يقتنون نسخة واحدة من نظام النوافذ ثم يقومون بإعداد النظام على عدةأجهزة من قرص واحد، أو إعارته للأصدقاء، ولايشك أحد لحظة في أن أولئك إنماقاموا بذلك بضمير مرتاح لاينطوي على نية خبيثة بمخادعة مايكروسوفت وانتهاك حقوقها. ورغم ذلك فإن مايكروسوفت تصف مثل هذا التصرف بالقرصنة، فيما يعده الآخرون تصرفا طبيعيا يمارسه غالبية الناس وبارتياح كامل.ثانيا. يعد ما تقوم به مايكروسوفت تمييزا ضد المستخدمين الأفراد لمصلحة كبارعملائها من المؤسسات كما عرف عنها في السابق.
فقد درجت مايكروسوفت على عرض نظامها في صورة مبيعات بالجملة لعملائها الكبار وبأرقام كبيرة.
وفي أحوال كثيرة، لا تتعرض هذه المبيعات لإجراءات تنشيط المنتج المذكورة، ولايبدو أن لدى مايكروسوفت نية لتقديم نظامها الجديد. نوافذ إكس بي، في عرض خاص كأن يأتي النظام في عبوة تحوي نسختين أو ثلاثا منه لتباع للأفراد بزيادةتتراوح ما بين 150- 250 ريالا عن سعر النسخة المفردة. في الواقع أن الشركةلا تتيح للفرد شراء نسخة أخرى بشكل ميسر حين يقع في خطأ محاولة تنشيط المنتج على جهاز آخر غير جهازه، أخيرا، لقد اختارت مايكروسوفت أسلوبا غريبا في تنفيذ سياستها حيال القرصنة، فهي تدعي أن المعلومات التي تنوي رصدها عن أجهزة المستخدمين من خلال الملف التعريفي لن تحتوي على أية معلومات شخصية وأن الملف سيتم تشفيره بحيث لايمكن إساءة استخدامه. لكن أسلوب مايكروسوفت ومسالكها التعسفية في سوق الحاسبات لا تكفي لزرع القناعة لدى المستخدمين بأنها لن تستغل مثل هذه المعلومات بصورةما.لذا فمن المهم الإحاطة بكل ذلك وفهمه جيدا واستحضاره في الذهن عند اتخاذ قرار الترقية إلى نوافذ إكس بي، خاصة حين يكون لديك أكثر من جهاز، فقد تكلفك الترقية أكثر مما تتخيل ومن جهتين، من جهة مالك وخصوصيتك.
عن صحيفة )وال ستريت جورنال( الأمريكية
|
|
|
|
|