| الثقافية
«قام الأستاذ الشاعر خالد بن محمد الفرج بإنشاء مطبعة في الدمام باسم المطبعة السعودية كما قامت شركة الخط للطبع والنشر التي أسسها الأستاذان عبدالله بن عبدالرحمن الملحوق وعبدالكريم الجهيمان وغيرهما بانشاء مطبعة ثانية باسم تلك الشركة».
ويقول الدكتور عبدالرحمن الصالح الشبيلي في كتابه: «إعلام وأعلام» ص44-46 عبدالكريم الجهيمان: من سلاح الهجانة الى الأدب والصحافة(1).
(.. هذا الرجل الانسان يكاد المجتمع أن ينساه، وان كنا نجزم بأن مجتمعنا يظل منبع الوفاء، وان الناس قد يتأخرون في إبداء مشاعرهم، لكنهم يختزنونها، ثم يظهرونها في الوقت الملائم، وبالتالي فهم يميزون ويعرفون ويقدرون، وتغلب فيهم شيم النبل والطيب.. ف«أبوسهيل» مجموعة مواهب في انسان واحد، وعدة فصول من التاريخ في مجلد واحد، وهو أكثر من جيل في شخصية واحدة، ورغم الظروف الصعبة التي مرت به، إلا أنها لم تغير من مرحه وبساطته وتواضعه.. أما تاريخ الصحافة السعودية في عهد الأفراد، فقد سجل له دوراً ريادياً بارزاً وبخاصة في صحافة المنطقة الشرقية، عندما تعاون مع الشيخ عبدالله الملحوق في اصدار الجريدة الناجحة: «أخبار الظهران» في منتصف السبعينيات الهجرية، وهي جهود ومبادرات لا تقل عن تلك التي احتسبت لرواد الصحافة في المنطقتين الغربية ثم الوسطى، وقد أعقب نشاطه في تلك الجريدة نشاط ملحوظ في مجلة «اليمامة» وجريدة «القصيم».. أما الشيء الذي لن ينسى في الانتاج الفكري للشيخ الجهيمان، فهو اسهاماته البارزة في أدب الأطفال، حيث أصدر عشرات القصص والسلاسل.. ورغم ظروفه المالية المتواضعة، فإنه لا يقاوم فعل الخير وعمل المعروف، فلقد أسهم بتبرع سخي لعدد من الأعمال الانسانية والخيرية.
وفي مساء يوم الخميس 27/12/1421ه الموافق 22/3/2001م سألت الأستاذ عبدالكريم الجهيمان عن موضوعين:
الأول: يقول في مذكراته انه عندما بدأ عمله في مطابع شركة الخط للطباعة والنشر بالدمام أبرقوا لسمو ولي العهد - آنذاك- الأمير سعود. قبل وفاة والده الملك عبدالعزيز يطلبون منه السماح باصدار جريدة «أخبار الظهران». بينما يقول في شهادة منه أنهم أرسلوا برقية لجلالة الملك سعود بعد توليه الحكم؛ فأيهما أصح؟
فأجاب بأن الأصح ما ذكر في المذكرات عندما كان سعود وليا للعهد في بداية عام 1373 وقبيل وفاة الملك عبدالعزيز - يرحمه الله-.
والموضوع الثاني هو: أيهما أقدم، المطابع السعودية التي أسسها الشاعر خالد الفرج في الدمام أم مطابع الخط للطباعة والترجمة والنشر التي أبرقتم باسمها لتأسيس الجريدة؟ فقال:
المطبعتان جاءتا في وقت متقارب ولكن مطابع الخط هي أول مطابع تبدأ العمل تجاريا وتتمكن بعد ذلك من طباعة الجريدة، رغم ان الأستاذ عبدالرحمن العبيد في كتابه «الأدب في الخليج العربي» يذكر ان المطابع السعودية هي الأولى.
وهناك ملاحظة أخرى يجدر بي ان أشير اليها وهي عدم الاشارة الى نشرتين كانت تصدرهما جهات غير رسمية الأولى «الشمس والوهج» والتي كانت تطبع في أمريكا وتوزع على عمال شركة أرامكو باللغة الانجليزية، بل هي أقدم دورية إذا جاز التعبير تطبع بالمنطقة الشرقية، إذ تعود الى عام 1365ه. والنشرة الثانية هي «ما مارد الدهناء» تصدرها مصلحة سكة الحديد بالدمام اعتبارا في 13/9/1380ه ويحسن بي الاشارة اليهما حتى نستكمل هذا الجانب:
1- الشمس والوهج:
أصدرتها شركة النفط العربية الأمريكية «أرامكو» كجريدة أسبوعية باللغة الانجليزية، وكانت تصدر قبلها نشرتين أسبوعيتين احداهما تصدر في مدينة الظهران باسم «الشمس» والثانية تصدر في مدينة رأس تنورة باسم «الوهج» ثم قررت الشركة دمجهما في 3 رجب 1365ه الموافق 2 يونيو 1945م في جريدة واحدة تصدر عن المركز الرئيسي لادارة الشركة بالظهران تحت اسم «الشمس والوهج» والجريدة مخصصة لعمال الشركة وموظفيها الناطقين باللغة الانجليزية، وهي تعنى بأخبار الشركة وموظفيها والأحداث الرياضية والاجتماعية والترفيهية(2).
وكانت الشركة تصدر مجلة عالم أرامكو باللغة الانجليزية به مرة كل شهرين وصدر عددها الأول عام 1949م. وكانت تطبع في بيروت.
وبعد ذلك صدرت جريدة «قافلة الزيت الأسبوعية» وصدر عددها الأول في 1/4/1379ه اكتوبر ورأس تحريرها سيف الدين عاشور. كجريدة أسبوعية تعنى بأخبار الشركة وتوزع مجانا.
2- مارد الدهناء:
نقرأ في العدد 265 من جريدة «اليمامة» الصادر في 25/9/1380ه ص2 وتحت عنوان مطبوعات حديثة: مارد الدهناء، هذا هو الاسم الذي أطلقته «مصلحة سكة الحديد» على نشرتها الخبرية الدورية، التي أصدرت عددها الأول في 13/9/1380ه مطبوعا طبعا حسنا مزدانا بالصور، متضمنا أخبارا مهمة عن هذا المرفق من مرافق بلادنا العامة..» وبعد نشر ملخص لمقدمتها، قال مسؤول التحرير باليمامة معلقا:«ونحن في الوقت الذي نعبر للقائمين على مشروع السكة عن استحساننا لأن يقوموا باصدار هذه النشرة فيها على ما جاء في مقدمتها من أغراض لأننا نخشى:
1- ان تكون النشرات التي تصدرها الدوائر الحكومية - السكة أو الاذاعة أو غيرها- ميدانا للثناء على الجهات التي تقوم باصدارها، اما بمدح بعض الموظفين، أو بذكر أشياء لا حقيقة لها.
2- ان يتخذ من تلك النشرات وسائل للاضرار بالصحافة، اما بالاكتفاء بما ينشر في تلك النشرات من أخبار وعدم تزويد الصحف بها، أو غير ذلك من وسائل الاحتكار الأخرى.
ونلفت نظر المشرفين على اصدار هذه النشرة في «قسم العلاقات والنشر» الى ملاحظتين صغيرتين: أولاهما: وضع التاريخ الميلادي فوق التاريخ الهجري.
وهذا أولا يحتاج الى لفت نظر لو لم يكن التاريخ الهجري هو التاريخ الرسمي للدولة.
وبالله التوفيق.
هوامش
(1) جريدة الجزيرة العدد 9060 في 15/3/1418ه - 19/7/1997م.
(2) الحياة العلمية - د. السبيعي ص107
|
|
|
|
|