| الثقافية
ما لقيته في الطائف من وجدٍ
لا
يقيسه
الحبر
الطائف بستان الهواء
بنت الفاكهة والرُّمَّان
ربيبة العنب
المسيل الذي يترقرق
والساقية التي تسقي
بستان مكة.
2(
هل تستطيع ان تقيس شيئا بعد ذهابه بعيدا في التلافيف؟ وامتزاجه بهواء الروح، ذلك الهواء الذي يتسلل للذاكرة؟
من أين جيء بها؟! الطائف؟
على شفا نزلة من قريش حيث يرهف التاريخ ويبرعم ويربو على الرابية.
الشباب الذين يصعدون من مكة ومن جدة مثلما تتفتح براعم البحر.
يصعدون بمائهم وبأسمائهم. إنهم يصعدون لبستانهم التاريخي. إنهم يلتقون في الطائف ويرتقون بها.
يرفُّ الهواءُ كأن الحمام يرفُّ
3(
لامناص لأهل مكة
وأهل جدة من التشبث بالطائف.
ولا مناص للطائف من التشبث بهم. إنه التشبث بمكانها التاريخي والمعنوي في مكة وجدة كما هو مكانها المترقرق في الأعالي.
مكانها الحميم. ذلك مصير الطائف ومصيرنا معها.
مكانها الحميم وأهلها الحمائم.
الطائف مكان في الروح والريحان.
تجب العناية به، وعلى تجار جدة ومكة بالذات الالتفات الى المهمة المناطة بهم. إنهم يجب أن يكونوا جزءاً من عملية الارتقاء بالطائف قبل الفوات. وعليهم أن يتزيّنوا وان يتحلَّوا وأن يتجملوا بنفس الجرأة. تلك الجرأة التي أعطت جدة شيئا من الاحتمال شيئا من الأمل. احتمال أن تصبح عروساً ماثلة لهذه البلاد، وحورية للبحر.
4(
كذلك الطائف يجب أن تكون بستانا لهذه البلاد. بستان الهواء. بستان مكة. بستاناً له أجنحة بلا جدران. بستاناً له هديل بستان عكاظ. بستاناً شفافاً.
إنه بستان أبي تمامة، النابغة الذبياني بقبته الحمراء المنصوبة للشعراء في عكاظ مثل زُمُرُّدَة.
ص.ب 86887 الرياض 11632
|
|
|
|
|