| المجتمـع
* تحقيق جوهر الرضيان:
تعد المراكز الصيفية من الأنشطة التربوية التي تقوم بها إدارات التعليم والمعاهد العلمية ومؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني في المملكة حيث يقوم المسؤولون فيها بتقديم كافة الإمكانات المادية والمعنوية لحفظ أوقات الشباب وتوجيههم الوجهة الصحية. ومن هذا المنطلق حرصت «الجزيرة» على أن تقف وتشاهد واقع المراكز الصيفية ونقلها لجميع قرائها من أجل التعرف على جهود المسؤولين القائمين على تلك المراكز والفائدة الكبيرة التي تعود على أبنائنا الطلاب دينا ودنيا.
في البداية التقت «الجزيرة» بفضيلة الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش المشرف العام على المركز الصيفي بالشفا التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث تحدث لنا قائلاً: لقد قامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مشكورة هذا العام كما في العام السابق بإقامة عدد من المراكز الصيفية في مختلف مناطق المملكة وذلك انطلاقاً من التوجيهات السامية الكريمة ومن رسالة الجامعة ودورها التربوي والعلمي في رعاية الشباب، وتوجيههم الوجهة الصحيحة وتحقيقاً لهذا الهدف حرص المسؤولون في الجامعة على استغلال أوقات الناشئة بما يعود عليهم بالنفع والخير والفائدة في الدين والدنيا، وذلك من خلال إعداد وتنفيذ عدد من المناشط المختلفة التي تتوافق مع عمرهم الزمني وقدرتهم العقلية وملكاتهم المعرفية ومواهبهم وإبداعاتهم وإبرازها وتنميتها حتى يتم إعدادهم الإعداد الصحيح والتوجيه السليم خدمة لدينهم وعقيدتهم ومجتمعهم ووطنهم وأمتهم وتنمية لروح الولاء والانتماء لولاة أمرهم وعلمائهم الأفاضل ولهذا الوطن المبارك.
وبحمد الله قام هذا المركز بأداء الرسالة المنوطة به وفق التوجيهات واللوائح الصادرة له وبما يخدم مصلحة الطلاب ويوجههم الوجهة السليمة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة الصالح دون إفراد أو تفريط أو غلو أو جفاء وبوسطية وموضوعية واعتدال وتوازن.
استغلال العطلة
ومن جهة أخرى التقت «الجزيرة» بالأستاذ عثمان العثمان المشرف على المركز الصيفي في متوسطة محمد بن حنيفة التابع لوزارة المعارف وتحدث لنا عن أهمية المراكز الصيفية قائلاً: المراكز الصيفية عبارة عن مراكز تجمع الطلاب في الإجازات الصيفية وتربيتهم واستغلال أوقاتهم قدر الاستطاعة وقد وصل عدد المراكز التابعة لإدارة التعليم بالرياض 40 مركزاً وهي تنقسم إلى قسمين تطوعي لا تتكفل به إدارة التعليم بأي مبلغ ولا مشرفين، ورسمي تقوم به إدارة التعليم وتتكفل بمبلغ مقطوع للأنشطة ومبلغ رمزي للأساتذة المشرفين.
دورات مجانية
كما التقت «الجزيرة» بالأستاذ محمد القحطاني المشرف الإعلامي على المركز الصيفي بالمعهد الملكي التابع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني حيث تحدث لنا عن الدورات التدريبية التي يقدمها المركز للطلاب فقال: يقدم المركز مجموعة من الدورات التدريبية المهنية للطلاب ومن هذه الدورات أولا: دورة في الكهرباء ويشرف عليها معلمان من المعهد وهي دورة مخصصة لطلبة المرحلة الثانوية فقط.
ثانياً: دورة في السيارات ويشرف عليها معلمان من المعهد. وقد خصص لهاتين الدورتين )الكهرباء والسيارات( مدة زمنية على مدار ستة أسابيع في كل أسبوع موضوع مستجد.
ثالثاً: دورة في الحاسب الآلي وذلك من خلال الاشتراك مع معهد الضياء للحاسب الآلي حيث تم الاتفاق معهم على تكليف أحد الأساتذة لتدريب طلاب المركز داخل معمل المعهد حيث أنه مجهز بكافة الإمكانات المطلوبة.
رابعاً: دورة للدفاع عن النفس تكون ضمن النشاط الرياضي بإشراف مدرب من رعاية الشباب وقد خصص لهذه الدورة يومان في الأسبوع هذا بالإضافة إلى المشرف الرياضي، وأخيراً دورة شرعية في الطهارة يشرف عليها معلم من معلمي المعهد.
حوافز مشجعة
وأشار الدكتور الدريويش إلى الحوافز المشجعة لمشاركة الطلاب في المراكز الصيفية قائلاً: لا شك أن الحوافز المرغبة للاشتراك كثيرة من أهمها:
أن التسجيل في هذه المراكز مجانية أي بدون مقابل.
اشتراك الطلاب في الدورات المتنوعة التي تقيمها هذه المراكز بأسعار رمزية.
رصد عدد من الجوائز القيمة المادية والعينية للمتفوقين في مختلف الأنشطة وتوزيعها على الطلاب.
مساعدة الطلاب المشاركين على الاطلاع والنهل من المعارف المتنوعة المتوفرة في المراكز والتي وفرها المسؤولون في الإدارات سواء بجامعة الإمام أو إدارة التعليم أو المؤسسة العامة للتعليم الفني، أو الجمعيات الخيرية.
رأي المشاركين
الطالب نايف صالح المسعود من جامعة الملك سعود كلية الآداب قسم اللغة العربية أحد الطلاب المشاركين في المركز الصيفي في متوسطة محمد بن حنيفة تحدث ل«الجزيرة» مؤكداً على أهمية المراكز الصيفية ودورها في حفظ أوقات الشباب فقال: من أهم ما يعود على الطالب في هذه المراكز استثمار وقت الفراغ خاصة في وقت العصر إلى الساعة العاشرة ليلاً بالإضافة إلى تنمية المهارات الثقافية وتعويد الطلاب على حب الدراسة وتقوية أفكارهم العقلية وتدريبهم على المهارات الرياضية واللغوية والتعليمية.
ثم أشار الطالب المسعود إلى دوره كطالب جامعي داخل المركز قائلاً: دوري هنا مشرف على إحدى الأسر والتي تبدأ من الصف الخامس الابتدائي إلى أولى متوسط. ثم أوضح بأن الفائدة التي اكتسبها من خلال الالتحاق في المراكز الصيفية هو تعويد نفسه على عملية التدريس ومقابلة الجمهور وإعداد المسابقات وتنمية الشخصية.
أنشطة مختلفة
ثم تحدث الدكتور الدريويش عن الأنشطة التي تقوم بها المراكز قائلاً لقد تم تنفيذ عدد من المناشط المختلفة والدورات العلمية والعملية والمهنية والفنية واللقاءات والمحاضرات والاستفادة من جميع الوسائل والأساليب والتقنيات الحديثة المتفقة مع ثوابت بلادنا التي من خلالها يمكن كسب هؤلاء الشباب واستقطابهم وترغيبهم في الانضمام إلى هذه المراكز وقد روعي في تنظيم هذه المناشط التوازن بحيث لا يطغى منشط على الآخر. ولقد سرني الإقبال المتزايد على المركز حيث بلغ عدد المتقدمين أكثر من مائتي طالب ينهلون من معينه ويستفيدون من مختلف مناشطة.
أهداف المشاركة
وقبل ختام هذا الموضوع تحدث الدكتور الدريويش عن الفوائد التي تعود على طلاب المراكز الصيفية قائلاً: نستطيع أن نلخص الفائدة التي تعود على الطلاب من المشاركة فيما يلي:
حفظ وقت الطالب واستغلاله فيما يفيد ويعود عليه وعلى أسرته ووطنه بالفائدة والنفع والخير.
تنمية مواهب الطلاب.
تأصيل حب العلم في نفوسهم، وتقوية صلتهم بأهله وحملته من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وطلبة العلم الشرعي.
تنويع معارفهم وثقافتهم، وتوسيع اطلاعهم عن طريق ما يلقى عليهم من علوم ومعارف.
غرس روح التعاون والتآزر بينهم.
ربطهم بكتاب ربهم وسنة رسولهم صلى الله عيله وسلم عن طريق ما يلقى عليهم سواء من دروس يومية في القرآن الكريم أو السنة النبوية، أو دورات متخصصة في هذا المجال.
تفقيه هؤلاء الناشئة في أمور دينهم عن طريق ما يتلقونه من العلماء والمشايخ من دروس يومية في مجال فقه العبادات أو المعاملات، وما يلقى عليهم من محاضرات علمية، وندوات علمية مختلفة.
|
|
|
|
|