|
| مقـالات
أُمّاه لماذا ماتت النخلة.. وأين رحلت )رحيل؟!(..
ما الخطب كالحة هي المرابع.. أشتات هي أراها تبدو أشتات..؟
رماح المهلب مكسورة.. سيوف الهيجاء مثلَّمة.. والجمع شتات..؟
وقطيع الذئاب تعوي..!
وغراب البَيْن ينعق في يَباب مراتع الذكرى ومنادح الصبا..!
والنبع السلسبيل أُجاج..!!
ما الخطب جفاف.. قفر.. قاحلة.. هي أشجان مدامع الإياب..؟
ما الخطب الحنين أنين بَيْن فراق..!
ما الخطب عَلْقَمي هو طعم الإياب..؟
دثّريني فمن الرحيل أنا رَوْع..! يروعني شبح الإياب..
تَعِب أنا من الغياب.. أماتني الغياب.. غير أن طيفك الإياب.. قد استيقظ..
فرجوته منحي الحياة هنيهة حتى تعانق قُبلتي قَدَميْك..
حتى أضمه.. صدر الحنان صدر أمي..!
أشُمّها هي رائحة الخزامى.. عَبَق الأقحوان.. جنة السماء تمشي على الأرض..!
شخَصْتُ إليك يسابقني إليك الشوق يحملني..
حملتُ القلب فوق الكف أعذله ويعذلني..
فأتيت.. يا أماه فلماذا ماتت النخلة وأين رحلت رحيل..؟!
أينها ذكريات رفرفت في الفؤاد بيارق أمل إياب..؟!
اخضرار يباس الجريد في عيني..!
دفء صقيع الجليد في كياني..!
سلسبيل ظمأ الإياب..
شجيرتي.. درة الأشجار نخلة الوفاء..!
يشجيها حفيف النسيم يرقصها الصبا.. يداعبها..!
أماه لماذا ماتت النخلة.. وأين رحلت رحيل..؟
فكم آلمتْها نخلتي بَوارحُ الصيفِ مُؤتفِكات..!
وأذابتها وحشة الشتاء وحدة الآهات..!
وأنا بعيد أرقبها من بعيد..!
بقلب أضناه البعد أتعبه ترقُّب الإياب..!
فلماذا إذن ماتت النخلة يا أماه وأين رحلت رحيل..؟
أينها نخلتي الودود أُشاكيها.. كما كنتُ صغيراً أشاكيها..!
أحدثها عن الآمال.. عن الرحيل.. فتحدثني عن الإثمار..؟!
ترجوني الرجوع.. أسألها الإيناع..!
موعد الصرام عنه أسألها.. فتسألني عنه موعد الإياب..!
غرس هي كانت.. غِرّ أنا كنت..!
أقاسمها ماء شمس الهجير.. فترشفه..!
فتلثمني.. فترويني..!
أداعبها.. فأضحكها.. فأبكيها.. فتبكيني..!
أهزها رطب الآمال تتساقط من حولي آمالاً..!
لذيذ كان هو طعم ظل الأمل في ظلها نخلتي..
مذاق السلوان.. ذهب الآن أدراج آلام الرحيل..
ادلاج حلكة قهر الغياب.. ويأس الإياب..!
وعجاف السنين العذاب.. والمسافات السراب..
قاتَلَهُ ما أقْتَله هو الغياب المرير..!
ألم إيلام الخطو يُثقله الحنين..!
يغادره الحنان.. يغرز أنياب الفَقْد في نياط القلب..!
يغرس أنصال التوهان في خاصرة الرحيل..!
فلماذا ماتت النخلة يا أماه.. وأين رحلت رحيل..؟!
|
|
|
|
|
