| مقـالات
تقارير منظمة العفو الدولية السنوية لا تخلو من إشارة إلى ارتفاع عدد المجرمين الذين يجري اعدامهم في المملكة العربية السعودية جراء ما اقترفته أيديهم، ووفق اجراءات شرعية.. بل تبلغ بها الجرأة مناشدة المملكة العربية السعودية وقف عقوبة الاعدام.. مع أن هذا المطلب الساذج يعد تدخلاً في قضية سيادية، ودعوة للتخلي عن الشريعة الإسلامية.. وهي مصدر التشريع ومنهج الحكم والادارة في المملكة العربية السعودية ما يؤكد ارتجالية المنظمة.. وسطحية تفكيرها وهي التي يفترض علمها على وجه اليقين استحالة تحقيق طلبها لسبب بسيط جداً غاب، أو تغيب عن أذهان مسؤولي المنظمة هو قدسية التشريعات في المملكة العربية السعودية كون مصدرها إلاهياً وليس بشرياً.
لم تكلف المنظمة نفسها عناء البحث في الأسباب ولم تأخذ في اعتبارها حقائق ومسلمات تجعل الاحصائيات التي أعدتها عن حالات الاعدام في المملكة العربية السعودية منطقية ومعقولة لأن هناك ظروفاً عديدة كان من الممكن لولا تطبيق شرع الله أن تجعل من المملكة العربية السعودية بلداً قياسياً في معدلات الجريمة.. منها على سبيل المثال لا الحصر:
*الازدهار الاقتصادي وما أفاض الله على بلادنا من نعم جعلتها مقصداً للملايين من جميع الجنسيات.. والأعراق.. والثقافات.. والمستويات التعليمية والأخلاقية.. ومثل هذا الحشد الهائل من شعوب غير متجانسة على أرض واحدة في وقت واحد كفيل بأن يجعل البلاد تربة خصبة للجريمة..والجريمة المنظمة.. لكن ذلك لم يحدث ولله الحمد.
*المساحة الشاسعة المترامية الأطراف مع قلة عدد السكان نسبياً قياساً بهذه المساحة، وهو عامل كان من الممكن في غيبة رقابة أمنية ساهرة وصارمة ان يتحول الى عنصر تشجيع على نمو الجريمة.
*ارتفاع مستوى المعيشة والدخل الفردي جعلها هدفاً لتجار المخدرات كسوق محتملة وقد تدفقت بعض المواد المخدرة فعلاً غير أن المواجهة الشاملة دينياً وأمنياً واجتماعياً قلصت التأثيرات المدمرة للمخدرات.
*ارتباط المملكة العربية السعودية البري بدول عديدة وعبر البحر بدول كثيرة، ومن خلال خطوط الطيران.. والنقل البري والبحري كل ذلك كان من الممكن أن يجعل أمن المملكة في متناول أيدي العابثين.. ولكن ذلك لم يحدث بسبب حماية الله سبحانه وتعالى وتوفيقه ثم التطبيق الحازم والصارم لأحكام الشريعة الإسلامية التي تراعي حماية الكثرة من عبث القلة.. وتحقق سلامة وأمن الجماعة بالحزم مع فرد جانح.. ومجرم جامح.. هل تعي منظمة العفو الدولية هذه المكاسب؟ إن تقليل نسب الجريمة والحد من انتشارها ليس مجدر لافتة دعائية أو شعار نتباهى برفعه، ولكنه يعني ما يلي:
*ان عدد ضحايا المجرمين قليل لكن نسبة الرحمة هنا أعلى وحجم الحفاظ على الانسانية أكبر.
*ان المخدرات لن تخترق جسد أمة بأكملها ولن تدمر شعبنا بأكمله، لكن السكوت على المخدرات والتعامل معها من خلال عقوبات بسيطة يعني زيادة المعروض منها وتشجيع المغامرين الضالين على تحقيق أهدافهم الاجرامية.
*ان الجانب الانساني القويم الذي يحبه الناس ويفترض ان منظمة العفو الدولية ورصيفاتها من منظمات حقوق الانسان تكافح من أجل الحفاظ على حقوق الانسان وحياته.. وهذا يجري تحقيقه بصورة رائعة ومتميزة في المملكة العربية السعودية خاصة اذا تعاملنا بالاحصائيات وادركنا ان المستفيدين من أحكام الشريعة الإسلامية يفوق عددهم آلاف المرات أعداد الذين يسقطون تحت سيفها لانحرافهم وضلالهم واصرارهم على الايذاء وانتهاك المحرمات والحقوق، ولو أن الأمر اقتصر على اجتهاد بعض موظفي المنظمة بكل ما تمثله من ترديد للأقاويل الغريبة وتجسيد للفكر الغربي لهان الأمر ولكن المحزن هو انضمام صحف مشهورة واذاعات مرموقة الى جوقة المنشدين وجموع المرددين دون وعي أو فهم أو تعمق لما يرددونه!!
algnaieer@yahoo.com
|
|
|
|
|