نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره، والموت سبيل محتوم على الأولين والآخرين، لا دافع عنه ولا مؤخر لما قضى الله عز وجل وتلاحقت علينا المصائب ومصيبتنا اليوم بفقدان أمير عزيز على قلوبنا إنه الأمير فهد نجل صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمره ولا نملك إلا أن نقول لسموه الكريم عظّم الله لك الأجر والثواب وألهمك الصبر الجميل، ولنا برسولنا محمد عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة فقد روي أنه لما مات ابنه إبراهيم ذرفت عيناه فقال له عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه ألم تنه عن البكاء قال إنما نهيت عن الغناء والصوتين الأحمقين والندب ولكن هذه الرحمة جعلها الله تعالى في قلوبنا ومن لا يرحم لا يُرحم فإن القلب يخشع والعين تدمع وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون. وإن مات فهد لم تمت أعماله الجليلة ومزاياه الحميدة، فقد كان محباً لأعمال الخير ومساعدة المحتاجين والفقراء ومهتماً بالمرضى ورعايتهم، وكان رحمه الله مع ذلك كله جم التواضع حليماً كريماً.
عجبت لطود المعالي وزاخر
من الجود أنى صبَّر اللحد مضجعا
فلم يلتحد فهدٌ وحيداً وإنما
حوى لحده طود المكارم أجمعا
ولم يخترمه الموت فرداً وإنما
أصاب به بحر الندى والندى معاً
تغمد الله فهداً بواسع رحمته ولسمو أميرنا المحبوب سلمان وللأميرة المصونة والدة فهد وإخوانه والأسرة المالكة خالص العزاء والمواساة، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».