|
| العالم اليوم
* جاكرتا د.ب.أ:
أطلقت شرطة مكافحة الشغب الاندونيسية امس «الثلاثاء» قنابل الغاز المسيل للدموع على الطلاب المتظاهرين بعد أن رفضت المحكمة العليا طلبا بحظر حزب جولكار التابع للدكتاتور السابق سوهارتو بزعم انتهاكه لقوانين تمويل الحملات الانتخابية في الانتخابات التاريخية التي أجريت عام 1999.
وفتحت الشرطة النار بدون تحذير على عشرات من الطلاب الذين نظموا مظاهرة سلمية أمام مبنى المحكمة العليا في وسط جاكرتا بعد أن أخذ بعضهم يصيح في وجه ضباط الشرطة.
وهتف بعض المتظاهرين قائلين «إنكم كلاب»، فقابلت الشرطة صياحهم بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع، مما دفع الحشد بأسره إلى الفرار.
وقبل ذلك بوقت قصير كان القاضي اسما ساي إبراهيم قد ذكر أن الاحزاب الصغيرة والمنظمات غير الحكومية التي أقامت الدعوى فشلت في إثبات أن حزب جولكار الحاكم سابقا انتهك القانون.
وقال القاضي نيابة عن هيئة المحكمة المكونة من خمسة قضاة «لا يمكن قبول القضية.. فالقضية لا تحتوي سوى على ادعاءات أولية، ولم تقدم الادلة الكافية إلى المحكمة».
وكانت الاحزاب والمنظمات غير الحكومية قد اتهمت جولكار، الذي هيمن على الساحة السياسية الاندونيسية إبان ولاية سوهارتو الذي حكم البلاد بقبضة من حديد على مدى 32 عاما، بقبول تبرعات سياسية لم يخبر لجنة الانتخابات بأمرها.
وكانت هناك ادعاءات أخرى بأن الحزب اختلس ملايين الدولارات من الاموال الحكومية وأنفقها على حملته الانتخابية، مما دفع مكتب النائب العام إلى التحقيق في الامر.
وطالبت الجماعات الطلابية بحل جولكار لتورطه مع نظام سوهارتو الذي كان يسانده الجيش. والذي كان يطلق عليه «النظام الجديد» وأضحى رمزا للفساد والقمع الرسميين.
غير أن المحللين كانوا يشكون في أن المحكمة سوف تتخذ خطوة عنيفة ضد الحزب الذي يمتلك ثاني أكبر عدد من المقاعد في البرلمان وما زال يحظى بنفوذ كبير على الساحة السياسية المحلية والوطنية.
وحمل أحد الطلاب دجاجة حيّة إلى داخل قاعة المحكمة كرسالة رمزية إلى المحكمة قبيل النطق بالحكم، فاعتقلته الشرطة هو ومتظاهر آخر.
يشار إلى أن الحكم الذي صدر أمس «الثلاثاء» تأخر لمدة يوم واحد لأن رجال القضاء توقفوا عن العمل لمدة يوم واحد حدادا على مقتل القاضي سيف الدين كارتاساسميتا الذي أطلق عليه مسلحون مجهولون النار الاسبوع الماضي بينما كان يقود سيارته متجها إلى عمله.
وقد شاعت تكهنات كبيرة بأن عناصر من «النظام الجديد» هي التي أمرت بقتل كارتاساسميتا الذي كان قد أصدر العام الماضي حكما بالسجن لمدة 18 شهرا على الابن الاصغر لسوهارتو فيما يتعلق بصفقة مقايضة أراض غير مشروعة في عهد والده.
وأشاد بالحكم رئيس حزب جولكار ورئيس البرلمان أكبر تانجونج الذي زعم أنه تورط في اختلاس أموال حكومية لحزبه.
وصرح تانجونج للصحفيين قائلا «إنه قرار نهائي، وهو موضوعي جدا لأن القضاة درسوا مرافعات محامينا ودفعهم بأن جولكار لم يرتكب أية مخالفات».
|
|
|
|
|
