| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
الأستاذ خالد بن حمد المالك.. وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
السياحة الداخلية أصبحت بفضل الله ثم بجهود القائمين عليها ميزة حميدة وسنة طيبة اختطت بسياسة مدروسة وقيم مرسومة وفق تعاليم ديننا الحنيف فأصبحت هذه السياحة رافداً من روافد الاقتصاد الوطني ثم انها قد ابرزت الوجه المشرق لمدننا السياحية التي لديها كل مقومات السياحة الحقة فلم تقف العديد من العوائق أمام طموحات وآمال المخططين لها كالعوامل المناخية او تفسد البهجة والسرور لجميع مرتادي هذه المدن العامرة التي شهدت مولد نهضة حضارية تنموية أخرى ومدخلاً للاقتصاد الوطني وتحريكاً لعجلة التجارة والتسوق وقضاء إجازة الصيف بين ربوع بلادنا الغالية فمن المدينة المنورة في مهرجان ترفيهي إلى جدة عروس البحر الأحمر حيث زخرت بمختلف أنواع التسلية والعروض القيمة والمفيدة ومختلف الأنشطة إلى أبها البهية في جنوبنا الأشم التي تحتضن مهرجاناً آخر في جو آخر يختلف عن سابقيه مما يضفي على هذه السياحة طابع الاختلاف بينهما وهذا ما يزيد من عنصر التشويق والتغيير ويطرد الملل والتكرار وهذه الظاهرة الموضوعة وفق ترتيب معين هي ما تنبه إليه المخططون لها حتى تكون سلسة في كل شيء تتوافر مختلف الخدمات لا نقول اننا وصلنا إلى درجة الكمال «لأن الكمال لله سبحانه وتعالى» ولكن نقول وحسب وجهة نظري اننا نستفيد كل سنة تجربة أخرى حتى نحقق الطموح والتطلعات لارضاء أذواق أبناء الوطن ونحد من الهروب الكبير بدعوى السياحة الخارجية او الوافدين إليه او من يعيشون بيننا من اخواننا العرب والمسلمين وتتواصل عمليات البناء والنماء بين المدن السعودية لتوفير كل سبل الراحة والترفيه للمواطنين والزائرين لنشهد هذه المرة بزوغ فجر جديد في شمالنا العزيز حيث نقلت وسائل الإعلام تلك المناسبة الغالية علينا وعلى أهالي منطقة الجوف وذلك بتكرم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ نائب أمير منطقة الجوف بافتتاح القرية النسائية في مدينة سكاكا وهذه ثمرة أخرى نقطفها من ثمرات الخير والعطاء بهذه المنطقة والتي جاءت لتواكب تطلعات واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف - رعاه الله ـ الذي ما برح يتابع مشاريع الخير في هذه المنطقة التي نتوقع بمشيئة الله سبحانه وتعالى ان يكون لها دور مميز في السياحة الداخلية بعد ان توضع الخطط المناسبة وستدشن السياحة الداخلية فيها ان شاء الله وذلك قياسا على عدة مؤشرات واعتبارات أهمها:
1 ـ توفر مقومات السياحة الداخلية في منطقة الجوف من حيث الآثار التاريخية الإسلامية وما قبل التأريخ خاصة إذا ما علمنا ان في «قرية الشويحيطة» قامت أقدم حضارة إنسانية على الكرة الأرضية ثم ما تزخر به المنطقة من مواقع أخرى إضافة إلى متحف أقامته وزارة المعارف في دومة الجندل يكتنز كل تاريخ المنطقة والتي تعتبر امتداداً طبيعياً لبقية المناطق في المملكة وهي معبر للهجرات من وسط الجزيرة وجنوبها إلى الشمال منذ فجر التاريخ.
2 - توفر الجو المناسب في أوقات مناسبة في السنة إضافة إلى الجو الربيعي الذي تشهده المناطق المحمية التابعة للهيئة العامة للحياة الفطرية والتي تقع ضمن منطقة الجوف كنوع من المعالم السياحية الداخلية التي تستحق الزيارة والاطلاع على الطبيعة الخلابة وما تضمه من كنوز ومعالم.
3 - تنوع التضاريس الطبيعية من جبال ذات تكوينات بركانية مختلفة الأشكال والأنواع والتركيب إلى سهول زراعية ثم أودية متفرعة ومتشعبة ثم كثبان رملية ذات منظر أخاذ وكل هذا يقع في محيط لا يتجاوز 50كم له دور في توفير وسائل الترفيه التي لو استغلت هذه المرافق الطبيعية في كيفية الاستفادة منها عن طريق إنشاء العديد من المرافق السياحية بعد دراسة الجدوى الاقتصادية منها ومساهمة القطاع الخاص سواء من رجال الأعمال بالمنطقة او من جهات تمويلية داخلية يعود مردودها النفعي للجميع ويحقق الكثير من المكتسبات المادية والمعنوية.
وتأكيداً لهذا الحدث عن المنطقة ومقدراتها الثمينة فقد قامت شركة الكايد اخوان وهي شركة وطنية لها باع طويل في جميع مشروعات المنطقة قامت بتحويل حديقة قديمة هي حديقة «اللقائط» التي لها موقع مميز في مدينة سكاكا بوجود جبل ذي شكل هندسي مميز قامت بتحويلها إلى قرية نسائية حسب علمي وما سمعته انها تحوي العديد من الأنشطة النسائية التي يفتقر إليها العديد من المناطق الشمالية بل ومن وجهة نظري انها هدية قيمة لنساء منطقة الجوف خاصة ومن حولها من المناطق وقد كنت ارى العمل فيها على قدم وساق يؤكد حقيقة جهود هذه الشركة التي تدار بكفاءات وطنية شابة لمست حرصها وحماسها على هذا المشروع الذي يعتبر مجازفة من الناحية الاقتصادية ولكن تبدد الخوف وتحول الحلم إلى حقيقة وشهدت ولادة هذه القرية النسائية التي ستكون ملتقى لمختلف الأنشطة الريادية والترفيهية والعديد من المناسبات ذات البعد الخصوصي للمرأة السعودية والتي تحافظ عليها ضمن بيئة شرعية بعيدة عن المحظورات وتدار بأيد نسائية سعودية ايضا فقد قرأت إحدى الإعلانات لهذه القرية قبل فترة طويلة بطلب شغل وظائفها من الكفاءات السعودية المؤهلة تأهيلاً مناسباً لعمل القرية وأنشطتها المختلفة ولعلي بهذه المناسبة التي أراها مناسبة طيبة ان اشد على يد المدير العام للشركة المنفذة الأستاذ مفلح الكايد مهنئاً ومباركاً هذا الإنجاز الذي أعرف انه جاء لجهوده وحرصه وحسه الوطني ثم لعلها تكون أول خطوة من خطوات القطاع الخاص في سبيل تفعيل دور القطاع الخاص مع المجتمع في استيعاب العديد من أبناء هذه المنطقة للعمل وإيجاد العديد من المشاريع التي تؤدي إلى استيعاب الأيدي العاملة الفنية والحرفية والمهنية والتي تساهم في صقل مواهب وأفكار أبناء المنطقة للعمل معا من اجل نهضة هذا الجزء من وطننا العزيز فلعل ان تكون هذه خطوة من خطوات الاستفادة من مقدرات وكنوز هذا الوطن في كل موقع منه وفق ظروفه وإمكانياته فكل ذرة من ترابه نرى فيها حب الوطن وكل نخلة من نخيله هي عطاء وغذاء لأبنائه وكل كهف من كهوفه هو منجم من مناجم ذهب الوفاء وفضة الفداء له وكل مياه تجري بين مزارعه هي أمل الحياة وبشرى البقاء طالما نحن نحكم بين ظهرانينا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. فكم هو جميل ان ترى ان السياحة في بلدك أصبحت مطلبا وكم هو اجمل وانت تحسب متى ستكون الإجازة لتقضيها بين ربوع وطنك انه شعور جميل وسعادة غامرة والأجمل ان تتحق هذه الأمنية ويتحول الحلم الكبير إلى واقع ملموس والأفكار المكتوبة إلى ورشة عمل ميداني بين «عشية وضحاها» يبزغ إن شاء الله فجر جديد للسياحة في المنطقة لنحقق الطموح والحلم يدا بيد من اجل نهضة بلادنا.. فحمى الله وطننا من كل مكروه وسدد خطى قيادتنا الحكيمة لكل خير وسداد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.. والله الهادي إلى سواء السبيل.
محمد بن غازي العنزي
مستشار الوكيل للشؤون التنفيذية
الرئاسة العامة لتعليم البنات/ الرياض
|
|
|
|
|