أمات فهدُ تُرى؟ أم لم يمت فهدُ؟
فُجاءة الأمر قد فُتَّت لها الكَبِدُ
إن كان مات فما ماتت فضائله
ولا خبا نوُر جودٍ فيه مُتَّقِدُ
ولا انتهى برُّه فالبرُّ مُتّصلٌ
ولا مضى خيرُه فالخيرُ محتشد
يراه من كان يعطيهم ويمنحهم
وفي سبيل خفاءِ الأمرِ يجتهد
تبقى مكارم أهل الفضل بعدهمُ
وإن توارى عن الدنيا لهم جسد
إني أعزِّيك يا سلمان في رجلٍ
هو الأخ البَرُّ والإنسان والولد
إني أعزِّيك فيمن فقده جلل
بكم وبالناس من آثاره كَمَدُ
أهَّلته للمعالي فهي ديدنه
والشبل يبلغ ما قد يبلغ الأسد
فعاش شهماً كريم النفس مبتسماً
يجود طبع كرامٍ بالذي يجد
أحبَّه الناسُ طُرّاً اذ أحبَّهُمُ
فشيَّعوه وما يُحصى لهم عدد
إني إليك أبا فهدٍ لأرفعها
تحيّةً ما بها مَينٌ ولا زَبَدُ
فيها أعزِّيك في الفهد الذي امتلأت
بموته حَزَناً يا سيِّدي البلد
فهذه الدار قد قامت على كدر
وشأنها الهَمُّ واللأواء والكَبَدُ
فاصبر على ما قضى ربي وقدَّره
فليس يبقى عليها غيره أحد
يا ربِّ فارحمه واغفر ذنبه كَرَماً
واجعله يا ربِّ من بين الأُلى سُعِدُوا